لم يتقبل جمهور شبيبة القبائل نتيجة التعادل التي حققها أشبال السويسري غيغر أمام النادي الإفريقي التونسي برسم الدور التمهيدي الثاني لرابطة الأبطال الإفريقية، حيث اعتبر هؤلاء تلك النتيجة مرادفة للهزيمة باعتبار أن الفريق المنافس كان منقوص عدديا، حيث لعب ب 9 عناصر فقط بعدما أخرج الحكم لاعبين ببطاقة حمراء، وأكثر من ذلك فإن تشكيلة الكناري لم تفرض نفسها رغم التفوق العددي، حيث بلغت نسبة امتلاك الكرة لدى التونسيين 60 بالمائة وذلك باعتماد المدرب على خطة محكمة وتوزيع جيد للاعبين على الميدان إضافة إلى المساندة الكبيرة التي لقيها لاعبو الإفريقي من طرف الأنصار الذين بقوا أوفياء لفريقهم حتى آخر لحظة. ولم يفهم أنصار الشبيبة الأداء الباهت لرفقاء الشرقي في وقت كانت كل الظروف مواتية أمامهم لتسجيل أكبر عدد من الأهداف، لكن غياب التنسيق والروح القتالية حالت دون ذلك مما فتح المجال أمام الفريق المحلي للسيطرة على مجريات اللعب. بين احترافية الكرة التونسية و"بريكولاج" الأندية الجزائرية وقد أثبتت مباراة الشبيبة مع النادي الإفريقي بوضوح الفارق الكبير الموجود بين البطولة الجزائرية والتونسية سواء من جانب التكوين الفردي للاعب أو اللعب الجماعي وحتى الجانب التكتيكي فضلا عن المرافق الرياضية، إذ أن ملعب المنزه يعتبر تحفة رائعة لا تختلف كثيرا عن الملاعب الأوروبية، وهي كلها عوامل ساعدت على تطور الكرة التونسية في وقت لا تزال أكبر النوادي الجزائرية تعاني فوق الطارطون وبالتالي فلا ينبغي المفاجأة من مردود الكناري الذي لم يتأهل بعد لان مباراة العودة المقررة يوم 2 أفريل القادم بتيزي وزوستكون حتما صعبة لكون الضغط سيفرض على القبائل أكثر. ومن جهة أخرى تبين من نفس المباراة مدى احترافية الجمهور التونسي، حيث ورغم الخسارة وطرد لاعبين من فريقهم إلا أن الأنصار لم يخرجوا عن الروح الرياضية وبقوا يشجعون ذويهم بطريقة حضارية إلى غاية نهاية المباراة، وأكثر من ذلك فقد اقتنعوا بنتيجة التعادل خاصة لأن فريقهم كان يصارع وهومنقوصا من لاعبين، ورغم ذلك فقد قدم أداء رائعا وفرض طريقة لعبه بفضل حنكة المدرب ومهارة اللاعبين، وهو الشيء الذي تفتقده الأندية الجزائرية. اللاعب المحلي محدود المستوى وعلى صعيد آخر، فقد تأكد رسميا وبصفة مطلقة محدودية لاعبينا المحليين، حيث أكد الجميع أن المدرب الوطني رابح سعدان كان محقا عندما قرر تسريح اللاعبين المحليين لأنهم لا يملكون مستوى المونديال ، فمن غير الممكن لفريق يلعب منقوصا من عنصرين أمام آخر مكتمل الصفوف ويسيطر عليه من كل النواحي البدنية والتكتيكية لمدة تقارب 70 دقيقة، حيث بدا لاعبي الشبيبة منهارين بدنيا وبلياقة ضعيفة كما ظهر بعض اللاعبين الأساسيين بعيدين كثيرا عن مستواهم المعهود على غرار يحي شريف، تجار وشريف الوزاني عكس التونسيين الذين كانوا في أوج طاقاتهم، ولو لعب الإفريقي بكامل عناصره لكانت النتيجة حتما مختلفة.