في حوار لدويتشه فيله، يتحدث الدولي الجزائري المحترف في صفوف نادي مونشينغلادباخ الألماني، كريم مطمور، عن وضع فريقه في الأسابيع الأخيرة من الدوري وعن حظوظ "الخضر" في مونديال جنوب إفريقيا والعبر التي تم استخلاصها من التجربة الأنغولية. * كيف هو وضع فريق مونشنغلادباخ بعد أنكر هزيمة مني بها في هذا الدوري أمام فولفسبورغ؟ ** نعم، كانت هزيمة ثقيلة جدا، اعتلت الخيبة صفوف الفريق، لكن أمامنا الآن الفرصة لتغيير الوضع وتفادي ما حصل، وأعتقد أننا نستطيع في مباراتنا القادمة تدارك ما فاتنا. * لكن الهزيمة أمام فولفسبورغ، أعقبت هزيمة أخرى أمام دورتموند بثلاثية نظيفة، وفي هذا السياق هل يمكن الحديث عن أزمة يمر بها فريقك؟ ** هذا غير صحيح، لا يمكن الحديث عن أزمة، لمجرد أننا خسرنا مباراتين على التوالي، نعم انهزمنا وعلينا تقبل ذلك واستخلاص العبر من الأخطاء التي قمنا بها، لكنني واثق تماما أننا سنستعيد مستوانا في المستقبل القريب. * لكن الملاحظ أن المدرب ميشائيل فرونسيك لم يستفد من الهزيمة أمام دورتموند واستقبل على ملعب بروسيا بارك فولفسبورغ بنفس التشكيلة التي خاضت مباراة دورتموند، فهل هذا سببه غياب الخيارات أم افتقار للأفكار لدى المدرب فرونسيك؟ ** لا يمكنني الحديث باسم المدرب، عليكم أن تسألوه بنفسكم، لكني أعتقد أنه كان يود منح فرصة للاعبين على أمل أن يثأروا للهزيمة الأولى، إلا أن الحظ لم يحالفهم. * على العموم، المباراة القادمة ستكون أمام فريق كولون ولن تكون هينة، فهي معركة من أجل البقاء بالنسبة للفريقين معا، فما هي حظوظ مونشنغلادباخ؟ ** إنها ليست مباراة دوري عادية، إنه داربي حقيقي ويجب أن نحسمه لصالحنا، هناك منافسة حثيثة وتقليدية بين فريقي كولونيا ومونشنغلادباخ، وجمهور الفريق يطالبنا بانتزاع نقاط المباراة الثلاث، خصوصا وأنها ستجرى على ملعب كولون، وأنا أتذكر تماما عندما التحقت بصفوف مونشانغلادباخ قيل لي آنذاك إنه أولا يجب الفوز على فريق كولون، وما عدا ذلك فهو غير مهم. * لعبت منذ قدومك إلى مونشنغلادباخ أكثر من 50 مباراة، لكن من الملاحظ أنك في الفترة الأخيرة لم تعد أساسيا، ويتم إشراكك بعد حوالي الدقيقة الستين، هل معنى ذلك أنك خسرت المنافسة أمام زملائك وفقدت مركزك الأساسي؟ ** هذا غير صحيح، إن المسألة معقدة وليست بهذه السهولة، لقد عدت منهكا من منافسات بطولة الأمم الإفريقية، ومن ثم كنت بحاجة إلى فترة راحة ونقاهة لاستعادة لياقتي البدنية، وبعد ذلك تعرضت إلى الإصابة وكان هذا هو السبب الذي منعني أيضا من المشاركة في بعض المباريات، بما فيها مباراة فولفسبورغ الأخيرة، ولا أدري هل سأستطيع المشاركة في المباراة القادمة أمام كولون، أم لا. * هل هناك خشية من أن لا تشارك في مونديال جنوب إفريقيا؟ ** لا على الإطلاق، المونديال مسألة مصيرية بالنسبة لي، والحمد لله أن الإصابة ليست بهذه الخطورة. أحتاج إلى أسبوع أو أسبوعين على الأكثر لاسترداد لياقتي مائة بالمائة. * بداياتك في الدوري الألماني كانت مع فريق فرايبورغ الذي كان ينافس آنذاك في دوري الدرجة الثانية، وانتقلت إليه قادما من فريق الهواة لنفس النادي، كيف عايشت السنوات الأربع التي قضيتها مع هذا النادي؟ ** قضيت فترة رائعة في فرايبورغ واحتفظت بذكريات جميلة جدا مع النادي، ومع المدرب فولكر فينكه الذي لم يبخل علي بدعمه ومساندته. * مع ذلك تركت فرايبورغ، وانتقلت سنة 2008 لمونشانغلادباخ، هل لأن فرايبورغ أخفق آنذاك في الصعود إلى دوري الدرجة الأولى؟ ** لا بالعكس، ما حصل هو أنني مع فرايبورغ لعبت ضد غلادباخ على ملعب بروسيا بارك، الذي كان يغص بالجمهور وعايشت آنذاك أجواءا في غاية الروعة لم أشهدها من قبل، وعندها قلت لنفسي إن غلادباخ هي محطتك القادمة، والحمد لله كان لي ما شئت. * ولماذا تركت نادي ستراسبورغ، نادي المدينة التي ولدت فيها، وانتقلت إلى ألمانيا؟ ** في وقتها كان نادي فرايبورغ يسعى إلى ضمي، في حين أنني كنت خائفا من ترك فرنسا والقدوم إلى ألمانيا، لأنني لم أكن أتحدث الألمانية وليس لي فيها معارف أو أصدقاء، لكني اليوم سعيد بقراري هذا كوني ألعب في دوري يعتبر من أفضل بطولات الدوري في أوروبا. * في هذا السياق، من تتوقع أن يفوز بدرع البوندسليغا؟ ** من الصعب الإدلاء بأي توقعات، كنت أود أن أقول لكم مونشانغلادباخ، إلا أنني موضوعي وأعترف أن النادي بعيد كل البعد عن اللقب. طبعا الجميع يرشح بايرن ميونخ، لكن أتوقع أن تحدث مفاجأة هذا الموسم. * من هو المدرب الذي تود العمل معه؟ ** (مبتسما) ميشائل فرونسيك طبعا، مدرب مونشينغلادباخ. * وماذا عن مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان؟ ** رابح سعدان بالنسبة لي مثل أبا روحيا، وأنا أشعر بارتياح كبير معه، إنه مدرب قدير. * ننتقل إلى المنتخب الجزائري، من تابع مسيرته في أنغولا وأداءه المتقلب انطلاقا من مباراة مالاوي وصولا إلى مباراته الأخيرة ضد نيجيريا، يتساءل عن هوية هذا المنتخب وعن حقيقة قدراته؟ ** بالفعل تأرجحنا بين أداء كارثي كما حدث ضد مالاوي، وبين أداء راق مميز كما حصل في لقائنا ضد كوت ديفوار الذي أثبتنا فيه أننا منتخب قوي يمكنه مقارعة الكبار، نحن منتخب صعب التكهن بقدراته، وهذا إيجابي، في أنغولا أثبتنا أننا قادرون على الإطاحة بمنتخبات قوية، شريطة أن نكون بلياقة بدنية عالية وفي حالة تركيز تام. أعتقد أننا نفتقد إلى الخبرة، لأننا منتخب شاب، ويجب القول إننا استفدنا كثيرا من التجربة الأنغولية. * اختير المنتخب الجزائري كأفضل منتخب إفريقي لعام 2009، في حين شكك البعض في أحقية الجزائر بهذا اللقب، فكيف ترد على تلك الأصوات؟ ** لقد أطحنا بالمنتخب المصري مرتين في سنة واحدة، وعن جدارة، وأعتقد أننا نستحق هذا اللقب من دون شك. * حديثك عن المنتخب المصري، يجرني إلى السؤال عن آخر مباراة جمعت بينكما في دور نصف النهائي من بطولة أنغولا، هل نجحت هذه المباراة في إعادة المياه إلى مجاريها بين المنتخبين؟ ** بالنسبة لنا كلاعبين، نركز دائما على رياضة كرة القدم فقط ولا نريد الخوض في الأمور السياسية. إن الأحداث التي رافقت المباريات التي جمعت بين مصر والجزائر، كانت رهيبة ومبالغ فيها ولا علاقة لها برياضة كرة القدم، لقد فقد بعض الزملاء أعصابهم في آخر مباراة ضد الفراعنة، لكن ذلك لا علاقة له بالمنتخب المصري، لأن هذا يحدث دائما في أي مباراة، تشهد أخطاء تحكيمية متكررة، كما حصل في مباراة نصف النهائي. * كيف تنظر إلى الاتهامات الموجهة الحالية للمدرب رابح سعدان، والاتهامات التي تشكك في صحة قراراته؟ ** لا يمكنني أن أتفهم ذلك، رابح سعدان قام بمجهودات جبارة إلى غاية الآن، وكمدرب من واجبه اتخاذ القرارات التي قد لا تروق البعض، مع ذلك يجب احترامه واحترام قراراته، فيكفي أنه قاد المنتخب إلى نهائي بطولة كأس العالم. * لو ألقينا نظرة على مجموعة الجزائر التي تضم كلا من إنجلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا، كيف تقيّم حظوظ المنتخب الجزائري للتأهل إلى الدور اللاحق؟ ** فرصنا كبيرة جدا، لأننا منتخب مجهول نسبيا لدى الكثيرين، وأنا واثق من أننا سنحقق المفاجأة في هذه المجموعة. * حسب رأيك، من سيصبح بطلا للعالم؟ ** (مبتسما) أنا ذاهب إلى جنوب إفريقيا من أجل الفوز، ولهذا أريد أن يصبح المنتخب الجزائري بطلا للعالم (ضاحكا). لكن لنكن واقعيين، حلمنا أن نتأهل على الأقل إلى الدور ثمن النهائي، وستكتمل فرحتي إذا ما واجهنا في هذا الدور المنتخب الألماني. وعودة إلى سؤالكم، من الصعب الإدلاء بأي توقعات، لكنني واثق تماما من أن نشاهد الصيف القادم مفاجآت كبيرة، خصوصا من الفرق الإفريقية المشاركة في البطولة.