فرحات مهني الذي لم يستطع أن "يتهنّى ولا حتى يهني" أقام حكومة مؤقتة مقرها باريس، وربما أسست في حانة، وهكذا كبرت الفكرة وتخمرت في رأس "المهني". وكما يقال بعد "السكرة" جاءت الفكرة، لتتمخض "السكرة" عن حكومة مؤقتة مقرها باريس، والغريب في حكاية الحكومة المؤقتة أنها بلا شعب، قد يسأل البعض، كيف ذلك..؟ الحكاية أن هذا "الفرحات"، أو "دون كيشوت" الجزائر لأنه على شبه كبير بالشخصية الكرتونية "دون كيشوت ديلمنشا" دعا إلى مسيرة في باريس قبل سنوات قليلة من أجل المطالبة بالحكم الذاتي لمنطقة القبائل في الجزائر، فلم يحضر إلى مسيرته سوى بعض الأنفار لم يتعد عددهم العشرة، وإن كان هذا هو عدد شعبه، فعلينا أن نسأل كم سيكون عدد طاقم الحكومة المؤقتة المزعومة التي أقامها في حانات باريس، والأكيد أن العدد على أقل تقدير لن يكون أكثر من عشرة، وهنا يقع "دون كيشوت" الجزائر في مشكلة، فإن كان عدد الوزراء المشكلين لحكومته المؤقتة عشرة، فأين هو الشعب..؟ بما أن أتباعه الذين ساروا في مسيرة باريس قبل سنوات كانوا قرابة العشرة أنفار، وإن كان هؤلاء العشرة يشكّلون الشعب، فأين الحكومة..؟ وهنا ندخل في حكاية جحا وزوجته وحكاية اللحم والقط، "إذا كان هذا وزن القط فأين وزن اللحم، وإذا كان هذا وزن اللحم فأين القط؟". والظاهر أن فرحات "المهني" استبن اللعبة واستسهلها، لدرجة أنه توج نفسه ملكا، ومن يدري ربما خيل له أنه صار فرحات الأول، على وزن "يوبا الأول".