أدانت أحزاب سياسية ما وصفته بعمالة فرحات مهني الذي اختار العاصمة الفرنسية باريس، حيث يقيم للإعلان بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثين لأحداث ما يوصف بالربيع الأمازيغي، عن تشكيله حكومة قبائلية مؤقتة كخطوة أخرى بعد ما نصّب نفسه ممثلا لمشروع ما أسماه مهني الحكم الذاتي لمنطقة القبائل قبل حوالي عشرية كاملة. الأحزاب الوطنية لم تتردد في الإجماع على أن خطوة المدعو مهني على خطورتها، ستكون بمثابة المولود الميت كما أجمعت بأن مبادرة مهني لن تلقى آذانا صاغية في الجزائر، فضلا عن منطقة القابئل، حيث يفتقر مهني ومشروعه للمصداقية والتمثيل. وعلى هذا المنوال، أدان محمد جمعة، الأمين الوطني للإعلام والشؤون السياسية في حمس، النغمة النشاز عن الإجماع الوطني التي نطق بها مهني. وفيما وصفها بالخطيرة، أكد جمعة أن مبادرة مهني ستكون محل إنكار واسع من سكان منطقة القبائل الذين لم يترددوا في التأكيد في غير ما مناسبة أن مهني الذي نصب نفسه متحدثا بالمنطقة لا يمثلهم. وواصل المتحدث باسم حمس، مشيرا إلى أن الحماقة الجديدة لمهني تتقاطع مع مصالح غربية تريد استفزاز الجزائر. وأشار جمعة في هذا السياق إلى الاستقبال الذي حظي به مهني مؤخرا من طرف مصالح الخارجية الفرنسية وذلك للتأكيد على أن مهني ليس إلا ألعوبة في يد جهات خارجية تريد إثارة الفتنة في الجزائر. من جهته جمال بن عبد السلام، الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، استنكر خطوة فرحات مهني وجزم أن الرجل وضع خدماته تحت تصرف دوائر غربية. وعاد بن عبد السلام هو الآخر باعتباره مطلعا على خفايا منطقة القبائل للتأكيد أن فرحات مهني لا يمثل إلا نفسه في هذه المنطقة وأن مشروعه لم يستقطب إلا بعض الاستثناءات الشاذة. وواصل بن عبد السلام محملا السلطة مسؤولية ما آل إليه الوضع ودعا الحكومة للتعامل بجدية مع الخطر الذي يشكله فرحات مهني ومن يقف وراءه من الدوائر الخارجية، دون أن يفوت زعيم الإصلاح فرصة الإشارة إلى أن مهني صال وجال في الجزائر على مدار السنوات العشر الأخيرة مهددا للوحدة الوطنية ومبشرا بمشروع الحكم الذاتي دون أن يعترض سبيله أحد، خلافا لغيره من الإسلاميين والوطنيين الذين لم يسلموا، يقول بن عبد السلام، من التضييق. فيما دعا فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، السلطة الى الحكمة والتبصر في التعاطي مع الفتنة الجديدة التي أشعل فتيلها من باريس فرحات مهني، مشيرا إلى خطورة ما أقدم عليه. كما دعا إلى إدانة وإنكار ما أقدم عليه مهني، محذرا في هذا الشأن من السكوت. كما طالب بالتعجيل بمحاصرة الخطر الذي قد ينجر عن مثل خطوة العمالة التي أقدم عليها مهني والتي تحاك، برأي ربيعي، في مخابر أجنبية. من جهتها، بعض المواقع القريبة من الأحزاب السياسية ذات المنشأ القبائلي، لم تتردد في إدانة خطوة مهني واتهامه بالعمالة للغرب وعلى وجه الخصوص المخابرات الفرنسية والأمريكية وحتى الموساد. كما سلطت ذات المواقع الضوء على الحجم الحقيقي لمهني في منطقة القبائل ووصفته بالظاهرة الإعلامية ليس إلا. .فيما قلل المحامي مقران آيت العربي من الخطوة التي أعلن عنها فرحات مهني، مقدرا في مقال له بيومية لوفيفارو الفرنسية بأن ما أعلن عنه مهني سيشكل بداية طلاق حقيقي بينه وبين القلة من المناضلين الدائرين في فلك تنظيمه.