صرح الأنتربولوجي الفرنسي" بيار بيدار" من جامعة بوردول"الأمة العربية"، أن فعاليات الطبعة الخامسة من الجامعة الدولية الصيفية المختصة في الأنتربولوجيا ستنطلق في الفترة الممتدة من 5جويلية إلى غاية11 منه بجامعة بوردوالفرنسية، وتتمحور حول موضوع "الإسلام، العصرنة، تعبير وطني" وهذا بمشاركة دولية واسعة وجزائرية ممثلة في المجلس الإسلامي الأعلى. وأوضح البروفيسور"بيدار"المختص في الشؤون الإسلامية أن الطبعة الخامسة تهدف لإبراز الصورة الصحيحة للإسلام كدين محبة وتسامح وتعايش وكذا مناقشة مستقبل الإسلام في الدول الأوروبية خاصة مع الحملات المتصاعدة ضد الإسلام والخوف المتنامي من مظاهره وما نتج عنه مؤخرا من حظر المآذن في سويسرا ومشروع قانون لمنع ارتداء البرقع في كل الأماكن العامة الذي أعلنته الحكومة الفرنسية والسائرة في تطبيقه بعض الدول الأوروبية التي تزيد حسبه من رهاب الأوروبين تجاه الإسلام وربطه دوما بالإرهاب والعنف. وفي هذا السياق نفى "بيدار" أن يكون ارتداء البرقع بمحض إرادة المرأة وأرجع ذلك لسببين إما خضوعا لرغبة الزوج أوعدم تقبل العصرنة وحضارة الآخر، هذا الأمر الذي اعتبره مساهما في إعطاء صورة المجتمع الفرنسي اللاتسامحي. وأضاف الأستاذ المحاضر أن الحكومة الفرنسية تضمن وتحمي الحرية الشخصية للمعتقد لاسيما بعد أن أصبح الإسلام الديانة الثانية في فرنسا بسبب الهجرة، ومن ثم يرى أنه من الأولويات توضيح مبادئ الإسلام الأصلية مع المفكرين المسلمين لدحض مزاعم بعض المتطرفين الأصوليين أوالمسحيين المتعصبين الذين أعطوا صورة خاطئة عن الإسلام في أوساط المجتمعات الأوروبية، من خلال الإدعاء أن الإسلام قد أعلن الحرب على العالم المتحضر، ويتصرفون تصرفات مشينة ومنافية تماما لمبادئ الإسلام والأخلاق التي يدعولها. وقال محدثنا أن جزءا كبير من المسؤولية يقع على عاتق الدول العربية الإسلامية لنفي كل التصرفات الشاذة الملصقة زورا وبهتانا للدين الإسلامي، من خلال فتح النقاش والحوار على مصرعيه لتدارس راهن ممارسة الإسلام في مختلف الدول، والكف عن التباكي على المجد الإسلامي الضائع في يومنا المعاصر، وعلى حد قوله لتفادي التصادم بين حوار الأديان باعتباره الأكثر خطورة على مر التاريخ الذي شهد صراعات دامية على القضايا الدينية والتاريخية أدت إلى حالة عدم التسامح والكره والبغض وقامت على إثرها حروبا مدمرة، ومن ثم دعا "بيدار" لضرورة تفعيل حوار الأديان الجاد والمثمر بين الدول الأوروبية والإسلامية.