فرنسا مسؤولة عن تنامي الفكر المتعصب لأنها لم تهتم بالمسلمين للمرة الخامسة، يلبي البروفيسور الفرنسي، بيار بيدار، دعوة المجلس الإسلامي الأعلى للمشاركة في ملتقاها الدولي، من خلال محاضرة حول "التسامح والمسألة الدينية". "اليوم" التقت الباحث في الأنتروبولوجيا (علم الإناسة) وكان معه هذا الحوار: اليوم: كيف وجدت فكرة الملتقى؟ ب. بيدار : التسامح كلمة جميلة ومعنى راق ورنان ؛ لكنه في الوقت ذاته، صعب ويتطلب منّا شجاعة كبيرة. نتسامح يعني القبول والسماح، لكن كيف ولماذا؟.. أعتقد أن موضوع الملتقى هو موضوع الساعة ويهم المسلم وغير المسلم. في فرنسا، ما هو وضع الإسلام؟ وهل هناك مجال للحديث عن التسامح الديني؟ بحكم تخصصي واهتمامي بموضوع المسلمين في فرنسا، أعتقد أن وضع الإسلام في فرنسا مريح، فالمسلمين دخلوا إلى بلادنا متأخرين واليوم يمثلون نسبة معتبرة في مجتمعنا (حوالي 6 ملايين) ويمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية وتضمن لهم القوانين ذلك (قانون 1905). ما يمكن القول هنا، أن هذا القانون جعل المجتمع في فرنسا يتناغم أكثر، وهذا لا يعني أن بلادنا نموذج حقيقي للتسامح، ولكن نبذل جهدنا من أجل أن نصبح كذلك. وما تفسيركم لتنامي الفكر المتعصب في مجتمعكم؟ ببساطة، أقول إن ظهور مجموعات إسلامية متعصبة مرده عدم توفر أماكن العبادة بالقدر الكافي، مما يدفع المسلمين إلى العبادة بطرق غير قانونية وغير شرعية، وهذه مسؤولية الدولة الفرنسية التي عليها أن ترعى اهتمامات الجالية الإسلامية لتمارس حرياتها الدينية في العلن. دعوني أضرب لكم مثالا عن المساعي التي تبذل من أجل الوصول إلى التسامح الديني، هناك في بوردو يعمل إمام مسجد المدينة وهو "طارق أبرو" وهو معروف ومحبوب على إيجاد صيغة لتعايش المسلمين في فرنسا من خلال سن "شريعة الأقلية" التي ستلقى اهتماما كبيرا. برأيكم، ماذا يجب على المسلم فعله ليغيّر صورته اليوم؟ الإرهاب آثاره سيئة جدا عندما اقترن بالإسلام، والخسائر متواصلة. اليوم، على الدول الإسلامية أن تكون أكثر جدية في مواقفها وأن تدعم التسامح، فمثلا مواقفها تجاه القاعدة كونها تستهدف أمريكا لا بد أن تعيد النظر فيها. الدول الإسلامية أيضا مطالبة بأن تهتم بالأقليات الدينية لتمارس حريتها الدينية وتبني لها أماكن عبادة. هناك في بعض الدول العربية والإسلامية لا مجال للحديث عن مثل هذه المسائل. المسلم مطالب بتغيير صورته عبر المدرسة والتلفزيون وبمثل هذه الملتقيات وغيرها من وسائل الإتصال.