كشفت مصادر فلسطينية، النقاب عن تحركات خطيرة للعديد من قيادات حركة "فتح" للقيام بأعمال استخباراتية عن المقاومة وبعض الدول العربية لصالح الاحتلال الإسرائيلي ومخابراته، لا سيما بعد قيام السلطات اللبنانية بالقبض على القيادي في حركة "فتح" إبراهيم محمد سعد الدين، المعروف بإبراهيم الخطيب مسؤول جهاز الحماية لدى عضواللجنة المركزية في حركة "فتح" اللواء سلطان أبوالعينين، على خلفية اعترافاتٍ بتورُّطه في التجسس لصالح الاحتلال وفي اغتيال قياديٍّ من حركته. وأفادت ذات المصادر، بأن عضواللجنة المركزية في حركة "فتح" اللواء سلطان أبوالعينين أثناء دخوله رام الله لحضور مؤتمر حركة "فتح" في بيت لحم؛ قام بإبلاغ محمد دحلان أن بحوزته معلومات في غاية الأهمية تتعلَّق ب"حزب الله" وسوريا وإيران والفصائل الفلسطينية في لبنان وسوريا، مضيفة أن هذه المعلومات والصور المرفقة بها مفرغة على أقراص "سي دي" أحضرها معه من لبنان، مشيرة إلى أن هذا العضوطلب من دحلان ترتيب لقاءات مع ضباط كبار من الموساد، لوضع هذه المعلومات بين أيديهم. وأوضحت المصادر الفلسطينية، أن دحلان اتصل بقادة أجهزة أمن إسرائيل، طالبا منهم عقد اجتماع عاجل، موضحًا لهم أن هناك معلومات استخبارية غاية في الأهمية، وأن يتم اللقاء دون ظهور دحلان؛ باعتبار أن لبنان وسوريا تقعان ضمن اختصاص شعبة الاستخبارات العسكرية، ليتم فيما بعد الاتفاق مع دحلان على أن يتم اللقاء مع سلطان أبوالعينين من جانب قائد سلاح الاستخبارات العسكرية، مشيرة إلى أن اللقاء تم بتاريخ الثالث من سبتمبر عام 2009 ؛ حيث عقد في منطقة "كفار ماعوز" وبحضور رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية لدولة الاحتلال الجنرال "جلعاد يادلين"، ومعه الجنرال "أرئيل كارو" إلى جانب سلطان أبوالعينين، وقدَّم سلطان خلاله معلومات استخبارية حول "حزب الله"، إلى جانب معلومات عن سوريا وعن إيران و"حماس" والفصائل الفلسطينية في كل من لبنان وسوريا. وأوضحت المصادر إلى أن تقرير أبوالعينين يتضمَّن معلومات حول مواقع ومخابئ لأسلحة "حزب الله" ومخابئ الصواريخ، وعن الأسلحة الجديدة التي وصلت الحزب عن طريق سوريا، خاصة القذائف المضادة للدبابات التي لم تستخدم في حرب جويلية 2006، كما أكدت المصادر أن أبوالعينين قدَّم معلومات وصورًا عن سوريا وعن قواعد الصواريخ السورية في كلٍّ من حمص وحماه، وعن القاعدة البحرية، متضمنة نقل الأسلحة التي يتم شحنها إلى سوريا. وعن عملية اغتيال القيادي في "فتح" كمال مدحت، أوضحت المصادر أن مسؤول جهاز الحماية لدى عضواللجنة المركزية في حركة "فتح" اللواء سلطان أبوالعينين وشقيقه غسان هما مَن أشرف على عملية الاغتيال، وأن الأمن اللبناني طلب اعتقال غسان الذي فرَّ ولم يعد إلى لبنان حتى منتصف شهر سبتمبر 2009.