على خلاف ما كان يحلم به الشعب الجزائري وكل العرب والمسلمين، لم يوفق “الخضر” في خرجتهم الثالثة والحاسمة أمام المنتخب الأمريكي، حيث تعرضوا إلى الخسارة في الوقت بدل الضائع من المواجهة... وحتى وإن كان منتخبنا الوطني قد فاز بهدف وحيد لم يكن ليتأهل بالنظر إلى نتيجة إنجلترا وسلوفينيا وهو ما كان يتطلب من رفقاء يبدة الفوز بفارق هدفين. فحتى وإن شرّف الفريق الوطني بمستواه، إلا أن عقم الهجوم خاننا مرة أخرى وغادرنا “المونديال” دون تسجيل أي هدف ما يعني أن كل محاولات سعدان في فك العقدة لم تعط أكلها. وكانت البداية قوية جدا للفريق الوطني الذي كاد يفتتح باب التسجيل لولا تضييع جبور فرصة سانحة جدا في (د5) بعد فتحة في العمق من بوڤرة، حيث راقب جبور الكرة بالصدر وعلى الطائر يقذف لتصطدم كرته بالعارضة بالرغم من أنه كان قادرا على التسجيل، ليرد عليه ڤوميز بقذفة قوية حوّلها مبولحي إلى الركنية وقد كان اللعب متكافئا قبل أن يتحكم الأمريكان في الكرة ويكونون أكثر خطورة بدليل الهدف الذي ضيّعه ڤوميز في (د19) أمام تألق مبولحي الذي أنقذ مرماه من هدف محقق لتعود الكرة من جديد إلى دمبسي ليسجل من وضعية تسلل أعلنها الحكم. الأمر الملاحظ أن “الخضر” في الشوط الأول لم يجدوا الحلول لفك عقدة عدم التسجيل وبالمقابل كان هناك خلل في الدفاع وأخطاء كادت تكون قاتلة على خلاف ما شاهدناه في مباراة إنجلترا ولولا براعة رايس مبولحي لتمكن الأمريكان من التسجيل في (د34) لما تصدى لقذفة دمبسي وجها لوجه، كما ضيع ألتيدور فرصة ثمينة جدا في (د36) أمام شباك شاغرة ومبولحي ساقط، لكن كرته مرت عالية وكأن الحظ كان مع منتخبنا الوطني الذي اكتفى بالتسديد من بعيد على غرار قذفة مطمور في (د37) التي حوّلها هوارد بصعوبة إلى الركنية وقذفة زياني في (د43) التي مرنت جانبية. كما حاول قبله المهاجم الخطير في تشكيلة برادلي، دمبسي مخادعة مبولحي بتسديدة في (د42) كان لها مبولحي بالمرصاد. خلال المرحلة الثانية نال التعب من لاعبينا فاتحين المجال لأشبال برادلي الذين ظهروا أحسن من حيث اللياقة البدنية رغم ذلك ضيعوا عدة أهداف سانحة للتسجيل بداية بفرصة دمبسي في (د56) الذي استغل خطأ من عنتر يحيى، ولكن لحسن الحظ أن القائم الأيمن ناب عن مبولحي وفي مرة ثانية خرجت جانبية من دمبسي الذي ضيّع عدة فرص في هذا اللقاء. ففي الوقت الذي كانت محاولات “الخضر” عقيمة وتقتص من الجدار الدفاعي القوي للمنافس رغم مقصية يبدة في (د58) التي مرت جانبية، فقد كاد البديل فولهابر أن يفتتح باب التسجيل عندما توغل في المنطقة إلا أن مبولحي الذي كان رجل المباراة وأغلق الزاوية وأبعد الكرة إلى الركنية، كما مرت رأسية البديل الثاني بودلي في (د66) جانبية. الأمريكان شنوا ضغطا متواصلا وأتيحت فرصة ثمينة جدا لألتيدور في (د66) إلا أن مبولحي قال له لا وأنقذ مرماه مرة أخرى من هدف محقق، لتأتي (د67) عندما شاهدنا أول فرصة لمنتخبنا في هذه المرحلة لما وجد زياني نفسه في وضعية سانحة للتسجيل إلا أن قذفته مرت جانبية بعيدة عن الإطار. ورغم التغييرات التي قام سعدان بإشراك غزال، ڤديورة وصايفي إلا أنها لم تأت بالجديد وبقي الخط الهجومي عقيما، حيث لم نر إلا قذفتين في (د72) و(د76) من يبدة وغزال لم تشكلا خطورة على الحارس الأمريكي بل كاد قبل ذلك بوڤرة أن يغالط مبولحي لولا أن الكرة خرجت إلى الركنية. اللحظات الأخيرة من المباراة كانت حاسمة وقد ضيع صايفي برأسية في (د90) وفي هجوم معاكس خطير من الأمريكان بعدد كبير من اللاعبين نجح دونوفان في (د90+1) من التسجيل رغم تدخل موفق أول من مبولحي محررا بذلك الجماهير الأمريكية ومعلنا عن تأهل منتخب بلاده إلى الدور الثاني بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من الإقصاء. الدقيقة الأخيرة عرفت طرد عنتر يحيى غير المستحق من الحكم البلجيكي الذي أخطأ في اللعب الذي كان يحتج. ورغم نهاية المباراة بتوديع منتخبنا المغامرة العالمية، إلا أنه أقصي بشرف حيث أسال العرق البارد لكل المنتخبات التي واجهها وبالمقابل اكتسب اللاعبون خبرة ستكون مفيدة في مونديال 2014 إن شاء الله. ------------ ملعب “لوفتوس فيرسفيلد” ببريتوريا: جمهور غفير، جو معتدل، أرضية صالحة، التنظيم جيد. التحكيم ل: فرانك دو بلكير من بلجيكا بمساعدة حكمي التماس هيرمان بيتر ووايت فرانسيسكو. الإنذارات: يبدة (د11)، عنتر يحيى (د75) و(د90+3)، لحسن (د82) من الجزائر – ألتيدور (د61)، بيسلي (د90) من أمريكا. الطرد: عنتر يحيى (د90+3) من الجزائر. الأهداف: دونوفان (90+1) لأمريكا. الجزائر: مبولحي، بوڤرة، عنتر يحيى، حليش، بلحاج، قادير، لحسن، يبدة، زياني (ڤديورة د70)، جبور (غزال د65)، مطمور (صايفي د85). المدرب: سعدان أمريكا: تيم هوارد، جاي دي ميريت، بورنستاين (بيسلي د80)، كارلوس بوكانيڤرا، ستيف شيروندولو، موريس إيدو (بودلي د63)، مايكل برادلي، لاندون دونوفان، كينيت ديمبسي، ڤوميز (فيلهابر د46)، جوزي ألتيدور. المدرب: بوب برادلي.