رغم خروج الفريق الوطني الجزائري من الدور الأول في بطولة كأس العالم المقامة بجنوب إفريقيا منذ أسابيع، وأقيمت التعاليق، وندد من ندد وشجب من شجب بهذا الخروج المبكر كعادة العرب المتأصلة حين ينددون، ورغم ذلك ما يزال القوم عندنا يعيدون طحن الأخبار سواء كانت على مستوى وسائل الإعلام، أو العامة من الناس، وكأن البلاد لا يوجد فيها شيء سوى الكرة لننشغل بها، و إن أطربنا الشيخ إمام برائعته الأرض تتكلم عربي، فإننا اليوم نقول أنها تتكلم كرة قدم، فلم نكن أول من خرج ولا آخر من خرج من بطولة كأس العالم، فبريطانيا حملت متاعها مثلها مثل إيطاليا والبرازيل ، وكل عاد إلى بلاده، تناولوا الحدث في حينه سواء بالانتقاد أو الثناء لكن الصفحة طويت وانشغل الجميع بأمور أخرى تغني عن الحديث عن كرة القدم، ووحدنا من يريد أن يعيد عقارب الساعة إلى اليوم الأول الذي لعب فيه أشبال سعدان مع سلوفينيا ليتحاملوا على هذا أو يثنوا على ذاك، فقليل من العقل يا ناس فالعالم مليء بالأحداث ، فلدينا ثقافة، ولدينا هموم أخرى ونجاحات وفشل، ومستقبل ومشاريع، وأحداث تكفي الإعلام والناس ليتحدثوا عنه عقودا وعقودا من الزمن دون أن ينتهي الحدث، أو كأن العالم حتى بالأشكال المربعة التي فيه والمكعبة صار بالنسبة لنا مجرد كرة، و إن استمر الوضع على هذا النحو، فلا نستغرب إن سمعنا النادل في المقاهي، يصيح ملحنا" وعندك قهوة وزيد معاها كرة !" .