استفحلت بالباهية وهران خلال السنوات الأخيرة، ظاهرة التشرد، إذ أصبحت الشوارع تعج بالأشخاص بدون مأوى القادمين من مختلف الولايات المجاورة، ناهيك عن المصابين باضطرابات عقلية والتي أضحت حصيلتهم في تزايد مستمر بالمستشفيات والشوارع على حد سواء. هذا، وقد اتضح من الإحصائيات المسجلة أن 65٪ من المرضى تتراوح أعمارهم ما بين 25 و40 سنة، جلهم كانوا في بداية الأمر مصابين بانهيارات عصبية نتيجة لظروف اجتماعية معينة، تطورت مع المهدئات والمسكنات من أجل تخطي حالة القلق التي تنتابهم، إلى حالات مستعصية لفقدان العقل وانعدام التوازن والتوافق مع المجتمع. ومن أجل التكفل بهم، كشفت مصادر مطلعة من مديرية النشاط الاجتماعي أن مدينة وهران ستتدعم خلال الأشهر القليلة القادمة بهيئة جديدة لمصلحة المساعدات الطبية الاستعجالية الاجتماعية، تشرف عليها فرقة طبية متعددة من أطباء ومختصين نفسانيين، إلى جانب مساعدات اجتماعيات ستعمل بالتنسيق مع مديرية الصحة على التكفل بالأشخاص بدون مأوى، لا سيما المختلين عقليا، إذ ستوفر لهم مأوى استعجاليا لمدة 48 ساعة، سيعمل خلالها على إسعاف المرضى في إطار اللجنة الولائية للتضامن، لتوجه بعد ذلك هذه الشريحة إلى الهيئات الصحية المختصة. هذا، وتجدر للإشارة إلى أن مصلحة الاستعجالات الطبية الاجتماعية التي سيتم فتحها قريبا، تعد الثانية من نوعها على المستوى الوطني. وفي سياق التكفل بالمختلين عقليا، كشفت ذات المصادر أنه منذ بداية السنة قامت مديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري بمدينة وهران والسلطات المحلية، بتنظيم عدة حملات لتطهير المدينة من هذه الظاهرة، إذ سجلت جمع 127 متشردا من ضمنهم عدد معتبر من المرضى عقليا، كانوا يشكّلون خطرا على المارة من خلال الضرب والاعتداء، تم تحويلهم إلى مستشفى الأمراض العقلية بسيدي الشحمي، هذا الأخير الذي أصبح هو الآخر يعج بهم نظرا لتحويلهم من مختلف ولايات الغرب الجزائري، وهو الأمر الذي أثار استياء الطاقم الطبي نظرا للضغط الكبير الذي تشهده المصلحة.