وصفت مصادر عليمة بملفات قطاع المياه نسب المياه الضائعة من جراء التسربات، ب "الكميات المهمة"، في وقت تعيش العديد من البلديات سواء في النسيج الحضري بالمدن أو في المناطق النائية أزمات عطش خانقة وشح في الماء، إلى درجة أن بعض الدوائر في الولايات الداخلية تتزود مرة كل 3 أيام فقط بالماء الشروب. وعلمت "الأمة العربية" أن شركة تسيير وتوزيع المياه في العاصمة "سيال" اقتنت مؤخرا أنظمة تكنولوجية عالية لرصد التسربات موصولة بالجهاز المركزي للمتابعة والكائن في بلدية القبة، وأيضا استحداث خلية لتسجيل انشغالات المواطنين في هذا المجال، إلا أن هذه التجهيزات لم تحد من التسربات واستهلاك "سيال" أوقات طويلة من أجل التدخل لإصلاح الأعطاب. وقد استمعت "الأمة العربية" لانشغالات العديد من المواطنين في بلدية باب الوادي وآخرين في بلدية محمد بلوزداد، التي تسجلان نسبا عالية من حيث التسربات المائية، حيث أكدوا لنا أنهم يعلمون لشركة "سيال" بالتسربات التي تحدث بعد ساعة أو ربما أقل، لكن هذه الأخيرة لا تتدخل إلا بعد مضي 48 ساعة، وفي بعض الحالات أكثر من 72 ساعة لإصلاح عطب بسيط في أنبوب المد أو قنوات الصرف. ومعلوم أن بعض قنوات مد المياه وشبكات الصرف الصحي في العاصمة، لم تجدد منذ حوالي 20 سنة، الأمر الذي رفع من حجم التسربات، خصوصا في البلديات الوعرة من حيث التضاريس والطبيعة الصخرية لباطن الأرض، والتي تتطلب نفقات وتكاليف مالية كبيرة لإنجاز مشاريع تجديد الشبكات مقارنة بالمناطق السهلة والمنبسطة جغرافيا. وفي انتظار أن تتدخل "سيال" من أجل رأب هذه التسربات وإصلاح الأعطاب التي تشوب قنوات مد المياه، تبقى الملايين من الأمتار المكعبة من المياه تضيع، في وقت شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في خطاب له مطلع شهر ماي الماضي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للماء، على ضرورة أن تتحمّل الشركات المكلفة بالقطاع مسؤولياتها كاملة من أحل حماية هذه الثروة وعقلنة الاستهلاك وترشيده.