قال أيغور كازاك رئيس مجلس الأعمال الجزائري الروسي، أمس، إن روسيا تطمح لأن تكون من ضمن الشركاء الخمس الأوائل للجزائر في غضون السنوات العشر المقبلة، مفيدا بأن روسيا تنشط حاليا من أجل توسيع علاقات تعاونها مع الجزائر في العديد من مجلات النشاط الاقتصادي بعد أن ظل التعاون العسكري هو الطاغي على مبادلات البلدين حال العقود الأربع الماضية. وأوضح أيغور كازاك في كلمته الافتتاحية لأشغال الفوروم الاقتصادي الأول الجزائري الروسي الذي يعقد بنزل الهيلتون في العاصمة، بحضور رئيس مجلس الأعمال الروسي العربي والسفير الروسي بالجزائر وعدد كبير من رجال الأعمال الروسيين والجزائريين، أن روسيا تسعى للعب دور استثماري محوري في السوق الجزائرية، خصوصا وأن إرادة الرئيسين الجزائري والروسي اللذان إلتقيا، أمس، بالجزائر، تصب في ذات الاتجاه موضحا أن السلطات العمومية في الجزائر عبرت عن إرادتها في مرافقة جميع المبادرات الروسية بالشراكة مع المتعاملين الجزائريين ضمن ورشات المخطط التنموي الجاري 2010 2014. من جهتهم، عبّر معظم مدراء المجموعات الروسية المشاركة في المعرض الموازي لأشغال الفوروم الثنائي عن إحرازهم تقدم مشجع على صعيد مفاوضاتهم مع نظرائهم الجزائريين، خصوصا في مجالات الصحة والطاقة والنقل البحري وتكنولوجيات الاتصال والهندسة المدنية ومنشآت الري والتكنولوجيات الفلاحية. من جهته، قال السفير الروسي بالجزائر الكسندر ايغوروف إنه مرتاح جدا لمحيط الأعمال في الجرائر الذي بدأ في الانتعاش تدريجيا منذ وصول رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم في 1999، مؤكدا أن مصالحه تعمل ومنذ مدة ليس بالقصيرة بالتنسيق مع المجلس المشترك الجزائري الروسي من أجل تحفيز المتعاملين الروس والجزائريين للعمل سويا بما يخدم المصالح الإستراتيجية لكلا البلدين، مفيدا بأن الشركات الروسية مستعدة للعمل بالجزائر وفق قواعد الشراكة الجديدة التي حددتها الحكومة الجزائرية مؤخرا، مؤكدا إن حوالي 70 شركة روسية تشارك في المعرض تعمل في 25 مجالا صناعيا، فضلا عن حضور حوالي 120 رجل أعمال روسي في منتدى الأعمال المشترك. وما يميز معرض المنتجات الروسية في الجزائر، سيطرة الصناعات الطاقوية والخدمات البترولية الملحقة وكذا النقل البحري وتقنيات الصيانة الجوية، الأمر الذي يفسر اهتمام المتعاملين الروس بهذه القطاعات، لكن بالموازاة تسجل العديد من المجموعات الروسية الناشطة في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والصناعات التعدينية حضورا مميزا مكثفا مقارنة بالمشاركات الروسية في معظم التظاهرات الاقتصادية التي نظمت في الجزائر على امتداد العامين الماضيين. وتنظم على امتداد أيام هذه التظاهرة التي ستدوم إلى غاية 10 أكتوبر الجاري، العديد من الورشات التقنية الأولى، خاصة بواقع وآفاق التعاون الثنائي في مجال البنى التحتية وتقنيات البناء، والورشة الثانية خاصة بقطاع الفلاحة والتكنولوجيات الزراعية وورشات عديدة أخرى تخص جميع القطاعات المدرجة ضمن ورشات المخطط التنموي الجاري. التعاون الطاقوي على رأس أجندة الأشغال وحسب رئيس مجلس التعاون الجزائري الروسي، فإن البلدين ينسقان مواقفهما حاليا فيما يخص مشاركتهما في تطوير أسواق الغاز العالمية، وسيكون البحث عن الآليات الناجعة لإيجاد توازن يخدم مصالحهما الوطنية من أهم المواضيع التي ستناقش خلال ذات الورشات، والتي سبق أن كانت أيضا في صلب المناقشات التي أجراها الرئيسان الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والروسي دميتري مدفيديف الذي حل، أمس، في الجزائر على رأس وفد هام من رجال الأعمال. وقال ذات المسؤول إن لقاء رجال الأعمال الجزائريين والروس الناشطين في قطاع الطاقة، هو فرصة سانحة لإعطاء دفع جديد للتعاون المتبادل في مجال الاستثمار الطاقوي وتطوير تكنولوجيات التنقيب والاستغلال. التقارب الجزائري الروسي يزعج أمريكا وأوضح أيغور كازاك، أن كل محاولات التقارب الجزائري الروسي يزعج كثيرا الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية الذين يحاولون تخويف الجمهور بإمكانية التواطؤ بين موسكووالجزائر على أسعار الغاز، لكن مصلحة الطرفين الإستراتيجية تتمثل في ضمان الأمن الدولي على صعيد الطاقة وفي استخلاص فوائدهما الجيوسياسية والتجارية منه. حصاد التجارة الخارجية البينية إمكانيات التكامل البيني لا تعكس الأرقام المحققة بلغت قيمة المبادلات بين الجزائروروسيا سنة 2009، 2 مليار دولار، إلا أن المبادلات التجارية غير العسكرية لم تتعد سقف 500 مليون دولار، بينما بلغ حجم التبادل في الشهور الثماني الأولى من العام الحالي 700 مليون دولار. وحسب رئيس مجلس الأعمال الجزائري الروسي، فإن هذه الأرقام لا تعكس فعلا الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها البلدين في العديد من المجالات الاقتصادية ويأمل أن تكون التظاهرة الجارية فرصة لتدعيم المبادلات أكثر على المديين المتوسط والبعيد. حسب رئيس مجلس إدارة شركة المتواجد حاليا في الجزائر "بي بي تي آ ش كا" الروسية تنوي شراء أصول تابعة ل "بي بي" البريطانية في الجزائر تنوي شركة النفط الروسية شراء أصول تعود لشركة البريطانية بي بي في الجزائر، حسبما صرح به ميخائيل فريدمان، رئيس مجلس إدارة شركة "بي بي تي آش كا" الروسية. ويشارك فريدمان في المباحثات الروسية الجزائرية، التي جرت أمس في إطار الزيارة الرسمية للرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إلى الجزائر. وقالت وسائل إعلام روسية في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الشركة الروسية تدرس مسألة اقتناء أصول تابعة لشركة بي بي في الجزائر وأن مفازضاتها مع "سوناطراك" ما تزال جارية.