ارتفعت أسعار خامات البن في البرازيل رقم واحد عالميا في إنتاج هذه المادة الاستهلاكية الأساسية بنسب محسوسة في بورصات لندن وباريس ونيويورك، ومعلوم أن البرازيل هو المورد الأول للجزائر من المادة وستكون لهذه الارتفاعات التي سجلتها مادتا البن والشاي بدرجة أقل تداعيات على سوق التجزئة المحلية، حيث يرتقب أن تشهد أسعارها ارتفاعا في غضون الأسابيع المقبلة. سبق أن سجلت أسعار العقود الآجلة لمختلف المواد الاستهلاكية خلال شهري أوت وسبتمبر الماضيين الخاصة بتسليمات نوفمبر وديسمبر المقبلين، ارتفاعات متفاوتة تتراوح ما بين 10 و25 بالمائة، خصوصا مادتي السكر والذرى. وقد انتقلت عدوى حمى الأسعار إلى مادة القمح بنوعيه اللين والصلب بعد قرار "موسكو" بتجميد التصدير حتى نهاية السنة الجارية بعد سلسلة الحرائق التي أتت على 60 بالمائة من المحصول الروسي من القمح. ويرجع العديد من الاقتصاديين المراقبين لحركة التداول المالي للمحاصيل الزراعية ذات الاستهلاك الواسع في البورصات العالمية ارتفاع أسعار تداول خامات البن والشاي، إلى الإضراب الجزئي الذي شنه الفلاحون في أكثر من 3 مقاطعات منتجة للبن في البرازيل وأيضا نقص الموارد المائية "الجفاف" الذي اجتاح مناطق واسعة في غانا الذي يعتبر من البلدان الأولى المنتجة للبن في القارة الإفريقية وأيضا عدم استقرار السوق المالية الصينية من جراء تداعيات الصراع المالي الصيني الأمريكي حول العملة الصينية "اليوان"، الأمر الذي اثر سلبا على حركة التداول في بورصتي بكين وشنغهاي والتي شهدت ومنذ الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، ارتفاعا طفيفا في أسعار تداول الطن الواحد من الشاي الأخضر والذي تعتبر الصين منتجه الأول عالميا بمقدار 959 ألف طن في السنة. التجارة الخارجية للجزائر مرتبطة بحركة تداول أسعار السلع في البورصات في الجزائر والتي ترتبط تجارتها الخارجية بشكل وثيق بحركة تداول أسعار السلع بالبورصات العالمية، يبدو أن هذه الارتفاعات التي سجلتها مختلف العقود الآجلة لمختلف المواد الاستهلاكية الأساسية باستثناء القمح الذي أجلت استيراده إلى غاية النصف الثاني من العام المقبل 2011 وذلك لكفاية المخزونات، ستكون لها تأثيرات على أسواق التجزئة، حيث من المتوقع أن ترتفع أسعار البن والشاي في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، أي بعد الشروع في تسليم شحن العقود الآجلة لتسليمات نوفمبر وديسمبر التي طلها الارتفاع في الأسعار. ومن المتوقع أن يصل سعر الكيلوغرام الواحد من البن إلى 600 دج وسعر رطل الشاي إلى 500 دج، بعد أن كانا بالنسبة لعقود تسليمات أوت وسبتمبر الماضيين في حدود 550 دج للبن و450 دج بالنسبة للشاي. وتستورد الجزائر كافة حاجياتها الوطنية من البن من البرازيل والشاي من الصين، وبدرجة أقل من الهند. ويعطي الإنتاج البرازيلي من مادة البن 40 بالمائة من الطلب العالمي، بينما يلبي الإنتاج الصيني والهندي من مادة الشاي 80 بالمائة من الطلب العالمي.