اعتبر الباحث في علوم الطقس ورصد الزلازل، علي نعمر، أن غزارة الأمطار خلال هذا الفصل تعود إلى النشاط الزلزالي الذي يخص هذه الأيام منطقة جنوب شرق آسيا، معتبرا أن هذا النشاط لا يؤثر من الناحية المناخية على منطقة شمال إفريقيا وحسب، بل على الكثير من دول أوربا وإفريقيا. وأوضح ذات المتحدث بأن حرارة منطقة جنوب شرق آسيا ستتسب في إطالة الانخفاضات الجوية في منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، لا سيما الجزائر وتونس، وحتى أوروبا الغربية. وأضاف نعمر في تصريح ل "الأمة العربية"، أنه من منظور علم الإرصاد، فإن مرد هذه التغيرات تأثر منطقة شمال إفريقيا الجوية بالنشاط الزلزالي في شرق آسيا الذي يتسبب في تشكيل الجبهات ويؤثر في الدورة الهوائية العامة تأثيرا كبيرا. ويذكر أن الباحث علي نعمر سبق له وأن تنبأ في تصريح سابق بالزلازل التي ستضرب شرق آسيا بداية من شهر أكتوبر، غير مستبعد في ذلك حدوث ثوران لبراكين في المنطقة، كما أكد أن النشاط الزلزالي الذي يخص هذه الأيام منطقة جنوب شرقي آسيا يتجه نحو التصاعد، لا سيما في ديسمبر وجانفي القادمين. ويعتمد الباحث في تنبؤاته بنظرية فلكية خاصة بجاذبية الأجرام السماوية، وكذا ظاهرتي الكسوف والخسوف وتأثيرهما على القشرة الارضية، وقد سبق له وأن تنبأ بعدة زلازال، منها زلزال بومرداس 2003 وزلزال الشيلي الأخير. وجدد الباحث تأكيده على غزارة التساقط خلال فصل الشتاء، داعيا إلى الحذر، خاصة للسكان القاطنين في ضفاف الوديان، معتبرا أن الجزائر عبر مراحل تاريخية شهدت عدة فيضانات كبيرة، وأن مناخها حدثت فيه تقلبات جوية كثيرة تجعل أحيانا التساقط يستمر لأيام، كما حدث في سنة 1973 أين حدثت فيضانات كبيرة لا يتحدث عنها الكثير حسبه نظرا لعدم انتشار وسائل الإعلام، كما هو اليوم. وليس هذا فحسب، فالأمر نفسه حدث يقول نعمر في الخمسينيات من القرن الماضي إبان الفترة الاستعمارية، وقبلها، وهذا ما يعني أن الأمر سيتكرر حين تتوفر ظروف مناخية وطبيعية معينة، ليست بالضرورة تكون في بلادنا، كما هو الحال لتأثير منطقة شرق آسيا هذه الأيام التي أكد بشأنها الباحث أن الجزائر ستتأثر بها مناخيا.