كشفت الأمطار الكثيرة عيوبا كثيرة في المشاريع السكنية التي بنتها الدولة في العقدين الأخيرين، أظهرت خطورة وهشاشة هذه الوحدات السكنية على قاطنيها مع مرور الوقت ومع هطول المطر، فضلا عن الأخطار الطبيعية الأخرى. اشتكى الكثير من المواطنين الذين تحصلوا على سكنات جديدة من هشاشة السكنات التي كشفتها الأمطار الأخيرة، فكثير من السكان في الأدوار العليا تسربت إلى داخل بيوتهم الأمطار عبر الجدران، فيما بات بعضهم يشكو تكهرب الأسوار حين يتسرب اليها المطر، ما جعلهم يخشون على أنفسهم وهم داخل بيوتهم ولا يحسون بالأمن. كما كشفت الأمطار جانبا من الغش التقليدي، خاصة في مادة الحديد والإسمنت، ما جعل التشققات والتصدعات تظهر في العمارات، وهو ما يطرح أكثر من سؤال على دور الرقابة التقنية التي وافقت على صلاحية هذه السكنات، ودور المصالح البلدية المختلفة وكذا المقاولين الذين اشرفوا على هذه الوحدات السكنية، التي من دون شك أنها لم تعد آمنة بالمرة على قاطنيها. ففي الوقت الذي سعت فيه الدولة إلى تقنين البناء وتشديد المقاييس المتخذة منذ زلزال بومرداس 2003، ما يزال التحايل قائما من أصحاب المصالح والنفوس الضعيفة، واضعين بذلك المواطنين في خطر حقيقي. وقد طالب الكثير من السكان الذين تضررت سكناتهم بلجنة تحقيق وإعادة تقييم سكناتهم تقنيا من جهات مستقلة لتحديد المسؤوليات المختلفة ووقف هذه التجاوزات، التي ما تزال مستمرة على مستوى المؤسسات المقاولاتية بالتواطؤ مع عدة جهات. وفي معاينة ل "الأمة العربية" لبعض السكنات، فقد أظهرت تسربا للماء من أسوار السكنات ومن السقوف، خاصة على مستوى القاطنين في الطوابق العليا. وفي هذا الخصوص، زرنا بيتا بإحدى بلديات شرق العاصمة، اشتكت فيه صاحبته من تسرب المياه إلى داخله، فضلا عن تكهرب الجدران كلما سقطت الأمطار. ورغم مرسلاتها الكثيرة التي وجهتها للمصالح المعنية; وعلى رأسها "أوبيجي" التابعة لبومرداس، إلا أن لا أحد تدخل وأصلح الأضرار التي جعلت بيتها مليئا بالأواني لتجميع قطرات المياه التي تقطر من السقف.