لم يعرف العديد من سكان بلديات الشلف على غرار أولاد فارس، الشطية، الكريمية، سنجاس وحرشون النوم ليلة الاثنين وصباح يوم أمس الثلاثاء، جراء السيول التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي تهاطلت أمس على الولاية. فقد عاشت الأحياء الشعبية في 6 بلديات حالة من الطوارئ بعد أن غمرت بيوتها المياه الجارفة، حاملة معها كومة من الأفرشة والأمتعة وكل محتويات المنازل التي جرفتها المياه والأوحال الطينية لاسيما بحي الحرية الذي شهد خسائر بالجملة أهمها اجتياح مياه طوفانية محلا تجاريا لبيع الأجهزة . الكهرومنزلية، مما سبب إتلاف أكثر من 20 جهاز تلفاز ملونا و20 جهاز إعلام آلي بكامل لواحقه، حسب المعطيات الواردة من خلية الاتصال لمديرية الحماية المدنية التي سارعت الى تشكيل فرق إنقاذ لتطويق بؤر التسربات التي مست قرابة 120 منزلا في البلديات المذكورة. وعرت كمية الأمطار التي اكتسحت شوارع عاصمة الولاية عيوب المشاريع الحديثة والبنى التحتية التي لم تطبعها الشفافية في الإنجاز على غرار الطرقات الحديثة التزفيت. وازداد الوضع تأزماً نتيجة انسداد القنوات الخارجية لصرف المياه بالنفايات وأكياس البلاستيك. الهياكل الصحية والمكاتب البريدية، بدورها، لم تكن أحسن حالا من سكنات المواطنين، فالعديد منها كان عرضة لمياه الفيضانات على غرار ما وقع في أحياء بن سونة والحرية والشقة أصبحت عبارة عن برك ومسابح ''تعوم'' وسطها بعض الوثائق. كما أتلفت بعض أجهزة الكمبيوتر في مكتب بريد حي الحرية، أما الأكثر تضرراً فهو المحلات التجارية التي انهمرت عليها المياه من كل جانب، نتيجة تسرب كميات هامة من الأمطار الى محلات أحياء السلام، الحرية، بن سونة ومحلات الرئيس في بلدية أولاد فارس الواقعة على الطريق الوطني رقم .19 تقدر الخسائر في مجملها بمئات الملايين، ويبقى ما عرفه حي الحسنية في مدينة الشلف أمرا استثنائيا بالفعل، خصوصاً أن هذا الشارع يعج بالعديد من البنايات الجاهزة التي تعود إلى محنة العاشر اكتوبر ,1980 حيث كادت تلقى عائلة مكونة من 8 أفراد حتفهم بعدما تسربت كميات هائلة من المياه إلى بيتها، وشكلت هذه الحادثة صدمة قوية للعائلة المنكوبة التي أسعفتها وحدة إنقاذ الحماية المدنية ونقلت كل أفراد العائلة إلى مستشفى الإخوة الخطيب بعدما تعرضت لصدمات نفسية غير مسبوقة كونها عاشت مدة ساعة فالموت بعينيهف. وعاش سكان وادي الفضة، صباح أمس، حالة استنفار قصوى، جراء السيول التي حوّلت الطرقات إلى برك وأنهار أغرقت سيارات، وغمرت مساكن حتى بأحياء راقية، لتفرض على قاطنيها مغادرتها أو الفرار إلى أسطحها خوفا من الهلاك، في وقت بلغ تساقط الأمطار 30 ملم. كما تسربت المياه إلى أقسام وإدارات بعض هذه المدارس في هذا الحي ومتوسطات أخرى بأحياء الإخوة عباد، لالا عودة، الشرفة. وبنفس حي الحسنية وقع جدار إسمنتي على عائلة كاد يعصف بها بالنظر الى هشاشة بناية هذه العائلة. وبحي 214 مسكنا بالشرفة لم تسلم سكنات الحي من الكارثة الطبيعية في أعقاب تسرب مياه الأمطار الى سكنات الطوابق الأولى وتحول ساحة الحي الى برك مائية حالت دون خروج العائلات الى فالعالم الخارجي''. هذه الخسائر التي سُجلت بعد ساعات قليلة من تساقط أمطار غزيرة، كشفت، مرة أخرى، (عورة) البنية التحتية بمدينة تنس هي الأخرى، ومدى التقصير في تنقية مجاري المياه وبالوعات وادي علالة.. مما ينذر بأن فصل الشتاء قد يكون محمّلا بالكثير من ''المفاجآت'' !