حلّ "النادي الإعلامي لأصدقاء رئيس الجمهورية" ببلدية سيد نعمان بولاية تيزي وزو، إحدى أبرز بلديات الولاية، واختار "النادي" هذه المنطقة وهذه الولاية بالذات بمنطقة القبائل، في إطار الخرجات الميدانية لتنشيط الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، والتي حملت شعار "من عشرية النار... إلى عشرية النور"، والتي باشرها منذ انطلاق الحملة بعد أن تعالت بعض الأصوات المشككة في مشاركة هذه المنطقة في الانتخابات الرئاسية، هذه الأصوات التي لم تتعظ من الدروس، خاصة بعد الاستقبال المميز الذي خص به سكان المنطقة المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، والذي شكّل صفعة قوية للمشككين في تمسك واقتناع سكانها بالانجازات التي عرفتها المنطقة خلال العشرية السابقة. وكانت بلدية سيدي نعمان التي تعد إحدى أفقر بلديات الولاية وأكثرها معاناة من الإرهاب الهمجي، الباب الذي ولج منه أعضاء "النادي" إلى المنطقة. وبدار الشباب بالبلدية ذاتها، التقى الأعضاء بممثلي مختلف قرى سيدي نعمان التي هجرها أهلها، واضطروا للعيش بعيدا عن بيوتهم لمدة قاربت عشر سنوات، قبل أن تمكّنهم المصالحة الوطنية والبرنامج الجواري للتنمية الريفية، من العودة التي وجدنا سكان هذه القرى جد متمسكين بها. "أفضّل العيش داخل خيمة بقريتي على قصر في أي مكان آخر"، هكذا عبّر ممثل سماك بومهالة عن العلاقة الروحية القوية التي تربطه بقريته. بلدية سيدي نعمان التي قدمت أكثر من 350 شهيدا خلال الثورة التحريرية المجيدة، نالت حصة الأسد بالنسبة للبرنامج التنموي المخصص للأرياف على مستوى ولاية تيزي وزو. ولأن العودة، تمر عبر الطريق تم تعبيده، وهو يمتد على مسافة تتعدى 12 كيلومترا من مقر البلدية سيدي نعمان، إلى غاية أقصى نقطة تتواجد بها قرية إيمخلاف، ليتمكّن السكان من نقل مواد البناء لترميم أو الشروع في البناء من جديد لما خلّفته سنوات الجمر بالمنطقة، ليضيف ممثل قرية أخرى أن "بوتفليقة هو طوق النجاة الذي نتعلق به، ما دام قد سبق له وأن أنقذنا من شبح الهجرة القصرية التي فرضتها علينا ظروف صعبة عاشتها قرانا". السكان العائدون اعتبروا مجرد تحقيق العودة، خطوة كبيرة، حيث أقامت العديد من العائلات النازحة بأماكن غير لائقة تماما. وحسب شهادتهم، فمنهم من لم يجد إلا خما مخصصا لتربية الدجاج، يحشر به أفراد عائلته هربا من بطش الإرهاب، والمحظوظ من وجد مستودعا ليقيم به رفقة أسرته، بينما اضطر أحد الهاربين من قريته إلى تغيير محل إقامته 17 مرة، قبل أن يتمكّن من العودة والاستقرار بداره التي غادرها مكرها. السكان رتبوا الأولويات المرافقة لعودتهم، حيث جاء استعادة الأمن في الدرجة الأولى، تليه عملية بناء أو ترميم البيوت ثانيا، قبل الالتفات إلى باقي المرافق الأخرى من ماء وكهرباء ومدارس وقاعات علاج. وإيمانا منهم بأنه لا بديل لهم عن قراهم، دخل السكان في مرحلة البحث عن تنفيذ المشاريع، خاصة الفلاحية منها، التي من شأنها أن تعمل على استقرارهم بقراهم. فالبرامج التي خصصت لها الدولة مبالغ مالية ضخمة، مكّنت من شق الطرق الغابية، الأمر الذي سيمكّنهم من خدمة أشجار الزيتون والتين والكرز، الذي تعرف به قرية بومهالة. ومن الشباب أيضا من تقدم بطلب قروض إلى البنوك للانطلاق في مشاريع خاصة بتربية البقر والغنم. ورغم عدم استجابة البنوك والتعثرات التي تعرفها مثل هذه المشاريع، إلا أننا لمسنا إصرارا كبيرا من سكان القرى على التشبث بالأرض وتخطي كافة الحواجز لخدمتها والعيش على ما تجود به. سكان قرى سيدي نعمان رأوا أن الحديث وحده لا يكفي، لذا أصروا على دعوتنا إلى زيارة قراهم واحدة بواحدة، لنلاحظ التغيير الذي صار أملا يعيشون لأجله.