أكد الملا عبد الحفيظ المقرب من زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر، والذي يدير مدرسة دينية في باكستان، أن القوات الأمريكية بدأت تسحب عددًا كبيرًا من معداتها العسكرية من أفغانستان مع اقتراب الموعد المحدد لبدء انسحابها في جويلية المقبل، مما يثبت لطالبان انهزام الأمريكيين وعدم قدرتهم على البقاء في أفغانستان. لا سيما أمام تصاعد عمليات الحركة التي أسفرت عن سقوط العديد من القتلى في صفوف قوات الناتو. وقال الملا عبد الحفيظ في حديث خاص لاحدى الصحف في إسلام آباد، أن سائقي شاحنات تحمل إمدادات غذاء إلى القوات الأمريكية وتلك التابعة للحلف الأطلسي في أفغانستان أبلغوا موالين للحركة أن الشاحنات باتت تحمل في طريق عودتها من أفغانستان أسلحة ومعدات عسكرية لإخراجها من البلاد.
وأكد عدم قلق طالبان من أن يعيد انسحاب القوات الأجنبية من دون التوصل إلى اتفاق سلام شبح الحرب الأهلية إلى أفغانستان، مشيرًا إلى أن الأمريكيين رفضوا إجراء حوار جدي مع الحركة، بعدما طالبوها بقبول وجود قواعد أمريكية في أفغانستان.
وأضاف الملا عبد الحفيظ: "هناك جهود كبيرة تبذلها طالبان والحزب الإسلامي لمنع عودة الحرب الأهلية إلى أفغانستان، وتشمل العمل لتوحيد المجاهدين على الجبهات ومنع الاقتتال بينهم، مضيفا أنه فيما يتعلق بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة فيتحرك حاليًا داخل أفغانستان لحشد جهود المجاهدين في سبيل إطلاق معارك شرسة ضد قوات الاحتلال الصيف المقبل، معربا عن اعتقاده، أن هذا الأخير التقى أخيرًا قيادات من الحزب الإسلامي في كونار ونورستان لحضهم على التوافق والتنسيق مع طالبان، كما يعيد بناء القاعدة وكوادرها للمرحلة القبلة من المواجهات في أفغانستان.
واستدرك قائلاً: الادعاء بوجود بن لادن في مناطق القبائل الباكستانية مجرد ذريعة لاستمرار القصف الأمريكي لهذه المناطق، والذي يعكس في حقيقته فشل القوات الأمريكية في أفغانستان، على رغم استخدامها طائرات من كل الأنواع وصواريخ وقوات برية في شكل همجي، موضحا أن الجميع يدرك أن 99 في المئة من ضحايا مناطق القبائل مدنيون أبرياء.
يذكر أن طائرات أمريكية بدون طيار، شنت العديد من الغارات، مستهدفة مجمعات سكنية، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف المدنيين، وذلك تحت ذريعة ملاحقة طالبان والقاعدة .