صدر مؤخرا عن دار "لوسوار دالجيري" كتاب ل"شفيق مصباح" تحت عنوان "الجزائر بين الركود والنهوض" وقدمه "عبد الحميد مهري". الكتاب يضم معالم مسيرتين تضيء إحداهما الأخرى : مسيرة خاصة نجد فيها أحلام جيل الشباب في الجزائر المستقلة، وطموحه لتحقيق ذاته، والتسلح لخدمة شعبه، والتفتح على عالم سريع التغير، ومسيرة عامة تنعكس فيها التجارب المواطن الملتزم في مختلف مواقع العمل والمسؤولية التي تحملها، غير متردد في النفاذ بفكرنا قد غير متحامل وهو المنهج الذي يليق بالمثقف الملتزم. والكتاب عبارة عن مؤشر هام على تطور التفكير لدى شريحة هامة من الإطارات التي تقلبت في مسالك الحكم وعرفت دخائله وبدأت تطرح على نفسها وفي محيطها أسئلة عديدة يفضي التفكير فيها محاولات الإجابة عنها إلى نتيجة منطقية : إن هناك ضرورة ملحة لتغير ديمقراطي حقيقي لنظام الحكم القائم، وإذا كان الخطاب الواحد لا يفتح الربيع، كما يقول المثل فإنه يبشر لا محالة بقدومه. غير أن طريق الوصول إلى هذا التغير ما زالت غير واضحة لدى هذه الفئة، كما هو الحال بالنسبة لجميع العاملين في الحقل السياسي وما زالت الحاجة ماسة لمزيد من البحث والنقاش لإنارة الطريق، لكي تصبح الطريق سالكة ومحمودة العواقب. ومطلب تغير نظام الحكم لا يحركه لدى هذه الفئة من الإطارات ترف فكري أو انبهار بنظريات برّاقة مستوردة، نبل هو منبثق عن ملاحظة عجز النظام القائم عن حل الأزمات التي تولد في أحضانه أو أطرافه وعجزه عن حل المشكلات الكبرى التي يواجهها تطور المجتمع. إن الآراء التي يتضمنها الكتاب والتي أملتها التجربة الخاصة والعامة لصاحبه كثيرة ومتشعبة دافع من خلالها عن العديد من القضايا "..دفاعا عن عبان رمضان .." كما حلل فيها مشكلة الجزائر ...ويل لأمة ..." كما أورد كذلك جملة من الحوارات الصحفية التي أجراها معه بعض الصحفيين كالحوار المطول الذي أجراه معه الصحفي عبد الرحمن صديق وقد أتى الكتاب في أزيد من 570 صفحة