باشرت مؤسسة الجزائرية للمياه بجيجل منذ أيام حملة واسعة لإصلاح الأعطاب المسجلة على مستوى قنوات نقل المياه بمختلف المدن والتجمعات السكانية التي تشرف عليها إضافة إلى ترميم القنوات المهترئة التي تؤدي في كل مرة إلى ضياع كميات كبيرة من المياه في الوقت الذي يبقى فيه الآلاف من السكان في حاجة ماسة إلى قطرة ماء تروي عطشهم وتخلصهم من مشقة البحث عن هذه المادة الحيوية في أماكن أخرى. وقد مست هذه الحملة المدن الستة التي تسهر المؤسسة المذكورة على تسيير عملية توزيع المياه بها بالإضافة إلى عاصمة الولاية جيجل كل من الطاهير، الميلية، قاوس، العوانة والعنصر حيث أحصت فرق مؤسسة الجزائرية للمياه أكثر من (400) تسرب على مستوى هذه المدن مجتمعة من بينها (150) تسرب بعاصمة الولاية لوحدها في انتظار تحديد أماكن بقية التسربات وإصلاحها، وهي العملية التي قد تستغرق حسب مصدر من الجزائرية للمياه أسابيع عديدة بالنظر إلى قدم شبكة توزيع المياه بالولاية وكذا رداءة نوعية القنوات المستعملة ناهيك عن العمليات الأخرى التي تؤدي في كل مرة إلى ظهور تسربات مفاجئة قبيل سرقة المياه وكذا الأشغال التي تقوم بها مختلف الشركات العاملة في ميدان الحفر والبناء وكذا تشييد الطرقات والتي كثيرا ماأصابت بعض القنوات بالعطب بدليل ماحدث قبل نحوشهرين بمنطقة لعقابي حيث تسببت آلة حفر تابعة لإحدى المقاولات في تحطيم القناة الرئيسية التي تزود مدينة جيجل وضواحيها بالمياه انطلاقا من منطقة تاسوست وهوماتسبب في حرمان آلاف العائلات من المياه لمدة ثلاثة أيام متتالية. هذا وتنطوي الحملة التي باشرتها الجزائرية للمياه والقاضية بإصلاح كل القنوات المهترئة وكذا التصدي للتسربات الموجودة في باطن الأرض على هدف رئيسي بحسب المسؤول الأول بالمؤسسة وهي حماية السكان من خطر الأمراض المتنقلة عن طريق المياه وفي مقدمتها التيفوئيد خاصة وأن فصل الصيف بات على الأبواب، وهوالفصل الذي لطالما انتشرت فيه عدوى هذا المرض بعاصمة الكورنيش بسبب اختلاط مياه الشرب بالمياه القذرة بدليل ماحدث الصائفة ماقبل الماضية بحي حراثن حيث فتك المرض المذكور بأكثر من (500) شخص قبل أن يعود ذات المرض ليطل برأسه على سكان حراثن خلال الأيام الماضية من خلال فتكه لقرابة (20) شخصا وهومااستدعى قطع المياه عن الحي كاجراء احترازي بعدما ثبت بأن السبب وراء هذه الإصابات هواختلاط مياه الشرب بالمياه القذرة نتيجة اهتراء القنوات كما تم تشكيل خلية أزمة على مستوى مديرية الصحة التي لازالت تتابع القضية عن قرب في محاولة لتطويق المرض والحيلولة دون اعادة سيناريوسنة (2009).