أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس، أنه لن يسمح أبدا لقوات حلف شمال الأطلسي بقصف المنازل بعد تكرار مقتل مدنيين، محذرا من أن هذه القوات ستعتبر "قوة احتلال" وضد إرادة الشعب في حال لم تتوقف عن شن ضربات جوية على منازل المواطنين في إطار ملاحقتها للمسلحين. وقال كرزاي للصحفيين في كابل إن القصف الذي تم السبت الماضي على ولاية هلمند وأدى إلى مقتل مجموعة من الأطفال والنساء "سيكون الأخير". وأضاف "من هذه اللحظة سيكون ممنوعا قصف منازل الناس". وأوضح الرئيس أن الصبر نفد تجاه هذا الأسلوب، وأن الشعب لم يعد يتحمل بعد سقوط عدد من الضحايا المدنيين. وأصدر كرزاي في وقت سابق بيانا حذر فيه قوات الناتومن عواقب الاستمرار في استهداف المدنيين، ووصف البيان عمليات الحلف بأنها عشوائية وغير ضرورية تقتل الأبرياء كل يوم، وتدل على عدم مبالاة واهتمام. وجاء التحذير بعد مقتل 14 شخصا معظمهم أطفال مساء السبت في غارة للحلف بمديرية نوزاد في هلمند، وقد اعتذر الناتوعن ذلك الحادث وقال إنه سيعمل على إجراء تحقيق لتحديد تفاصيله. وفي نفس السياق، أعلن بيان للقوات الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف) أن مروحية تابعة لقوات الناتوتحطمت لأسباب غير معروفة، مؤكدا مقتل جندي. في حين قتل جنديان آخران في اشتباكات مع مسلحين شرقي البلاد، إضافة إلى مقتل رابع على يد جندي أفغاني، وفق نفس المصدر. كما أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مؤخرا قاعدة عسكرية في مدينة هرات غربي أفغانستان تديرها قوات إيطالية. وأكدت السلطات الأفغانية أن الاشتباكات بالقاعدة أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين وعسكري أفغاني، إضافة إلى إصابة أكثر من أربعين ومقتل خمسة مهاجمين. كما أسفر الهجوم عن جرح خمسة جنود إيطاليين وفق وزير الدفاع الإيطالي.
وحذر قائد القوات بأفغانستان الجنرال جيمس باكنال القادة السياسيين من مخاطر إجراء خفض كبير في عديد القوات الدولية بأفغانستان، بحجة أن هذا الأمر قد يقوض ما سماها الإنجازات التي تحققت العام الماضي. وقال باكنال -وهوبالوقت نفسه نائب قائد قوة إيساف- في مقابلة مع صحيفة تلغراف الصادرة أمس، أن هذا ليس الوقت المناسب لإرسال إشارات متناقضة حول الالتزام بالحملة العسكرية" في أفغانستان. وكان رئيس الوزراء ديفد كاميرون أعلن مؤخرا أن بلاده ستسحب 450 جندي من كتيبتها العاملة بأفغانستان نهاية 2011، خلافا لرأي مسؤولي الدفاع الذين يعتبرون أن هذا الخفض أكبر مما ينبغي. وأعلنت ناطقة باسم وزارة الدفاع أن "أفغانستان تبقى أهم أولوية بالنسبة للندن". وقالت الناطقة "القوات البريطانية لن يكون لها دور قتالي ولن يكون عددها كبيرا عام 2015، لكنها يمكن أن تبقى إلى ما بعد هذا الموعد لتدريب القوات الأفغانية وتقديم النصح لها".