تحصي الجزائر ما يربو عن 3 ملايين مصاب بداء السكري، 30 في المائة منهم غير مؤمّنين في صناديق الضمان الإجتماعي، حسبما كشفت عنه الفيديرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري، التي وجهت نداءا عاجلا على لسان رئيسها نور الدين بوستة، من أجل التكفل العاجل بهذه الفئة التي تفتقد لبطاقة الضمان الإجتماعي التي تضمن لها الحصول على الأدوية اللازمة. ودعا بوستة وزارتي الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والتضامن الوطني، إلى إدماج هؤلاء المرضى غير المؤمّنين اجتماعيا في صندوق الضمان الإجتماعي حتى يتسنى لهم الحصول على رقم تأمين وطني يتيح لهم الحصول على الأدوية. وأوضح نور الدين بوستة ان مضاعفات الداء في انتشار كبير، تصل في غالب الأحيان إلى بتر الأطراف السفلى وفقدان البصر، فضلا عن أمراض القلب والشرايين والقصور الكلوي، مما يتطلب الاعتناء بهؤلاء المرضى الذين يمثلون 10 % من تعداد السكان في الجزائر. وقد جاء نداء الفيدرالية في اليوم الذي انطلقت فيه عملية توسيع استعمال بطاقة شفاء لكافة المؤمّنين، والتي كانت مقتصرة على المصابين بالأمراض المزمنة، حيث سيكون بإمكان المؤمّنين إجتماعيا من الآن فصاعدا تقديم بطاقة شفاء مرفوقة بوصفة طبية والإستفادة من مزايا نظام الدفع من قبل الغير لشراء الأدوية لهم شخصيا أو لذوي الحقوق على مستوى أي صيدلية متعاقدة مع الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي للعمال الأجراء. ويرى بعض المواطنين أن بطاقة شفاء لم تأت بامتيازات جديدة من حيث الخدمات التي تقدمها، وليس هناك فرق بين التعامل ببطاقة شفاء ودفتر الدفع من قبل الغير، على حد تعبير المصابين بالامراض المزمنة الذين استفادوا من البطاقة مع بداية سنة 2007. وقد أكد أحد المواطنين مصاب بمرض مزمن أنه دفع ملف الاستفادة من بطاقة شفاء منذ 8 أشهر ولم يتحصل عليها لحد الساعة، فيما طرح اغلبية المستفيدين اشكالية التنقلات بين الصيدلية وطبيب صندوق الضمان الإجتماعي من أجل الحصول على الموافقة في حال تجاوزت الوصفة ألفي دينار. من جهتهم، ضم العديد من الصيادلة صوتهم الى صوت المواطن، موضحين انه وفي الوقت الر اهن لم تأت بطاقة شفاء بجديد للمرضى سوى كما وصفوه "الذهاب والإياب" بين الصيدلية والطبيب من اجل الحصول على الموافقة عندما تتجاوز الوصفة 2000 دينار، خاصة مع الأسعار المرتفعة للأدوية. فيما اكد بعض الصيادلة ان بطاقة شفاء جاءت بتسهيلات كبيرة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة والمؤمّنين اجتماعيا، فيما لم تأت بجديد لباقي المرضى. وعلى ضوء هذه التصريحات للمواطنين وأصحاب الصيدليات، تبين أنه يجب على مصالح الضمان الاجتماعي إعادة النظر في بعض الإجراءات المطبقة في استعمال بطاقة شفاء، خاصة مع المرضى العاديين.