اعتبرت صحيفة ”نيويورك تايمز” أن وحدة الثوار في ليبيا بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في طرابلس، هي التحدي الأول لحركة المعارضة· وتساءلت ”هل يستطيع الثوار تشكيل حكومة وحدة وطنية أو توافقية، أم أن تناحراتهم الداخلية ستعني الانقسامات في ليبيا الجديدة؟”· وتسلط ”نيويورك تايمز” الضوء على بعض النقاط التي تشكل أوجه تحد أمام المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل البلاد ”وإن شكلا” وفق تعبيرها · فبعد ستة أشهر لم تظهر أي شخصية قيادية واضحة للثورة· وحتى أن الصراع المشترك ضد القذافي لم يخف الانقسامات الداخلية بين ثوار الشرق والغرب، وبين القادة السياسيين والمليشيات، وكذلك بين الشخصيات العامة الليبرالية والإسلاميين داخل صفوف الثوار· فالثوار من الجبال الغربية الذين اقتحموا طرابلس الأحد ينتقدون المجلس الانتقالي في بنغازي لما يصفوه بتقصيره في إمدادهم باحتياجاتهم المادية حتى بعد أن بدأت الحكومات الغربية فك تجميد الأصول الليبية· ثم بدأت الخلافات تظهر، كما تقول الصحيفة، خاصة في ما يتعلق بمصير سيف الإسلام نجل القذافي، حيث قال محمد غولا أحد قيادات الثورة في طرابلس إن الانتقالي قد أخطأ لأنه وافق على تسليم سيف الإسلام إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب· ويقول غولا ”لسنا ثوار طرابلس من يقبل بتسليم سيف الإسلام لدى القبض عليه لأي جهة كانت، وينبغي أن يمثل أمام محاكم ليبية عادلة”· ولدى سؤاله عن علاقته بالانتقالي، قال غولا ”نحن ننتمي إليه سياسيا، وقد ساعدونا في التخطيط للثورة، ولكن ضمن الخطة العامة وليس المحلية”· ونقلت ”نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين قولهم الأحد إنهم عملوا على مدى أسابيع لتحقيق التماسك في صفوف الثوار، وتجنب تكرار الصراع الطائفي الذي عصف بالعراق عام 2003 عقب الغزو الأمريكي· وقال المسؤولون إن ممثلين عن مجلس الثوار التقوا سرا خلال الأسابيع السابقة دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين وآخرين في قطر، ووضعوا جميعا خطة لبناء حكومة ديمقراطية في بلد لم يعرف شيئا من هذا القبيل من قبل·