كشف الأساتذة المحاضرون في الملتقى الدولي حول الصدمة النفسية بالقطب الجامعي الثاني الباز بجامعة فرحات عباس بسطيف، أن العشرية السوداء خلّفت آثارا وخيمة وتسببت في صدمات نفسية عنيفة في أوساط المجتمع. وكشف نفس المصدر أن الأزمة التي عرفتها الجزائر، خلّفت أكثر من 40 ألف طفل يتيم، ناهيك عن حالات الاغتصاب والرعب. أكد الأستاذ أقواسي لونيس من جامعة فرحات عباس في مداخلته بمناسبة الملتقى الدولى الذي احتضنته جامعة سطيف، أن العشرية السوداء كانت عنيفة على المجتمع الجزائري، حيث خلّفت أكثر من 40 ألف طفل يتيم، منهم أزيد من 7 آلاف طفل ينتسبون لآباء ينتمون للجماعات الإرهابية. كما خلّفت هذه العشرية، اغتصاب أكثر من 3 آلاف امرأة، إضافة إلى الخسائر المادية التي تزيد عن 20 مليار دولار. وكشف الأستاذ الباحث أن دراسته التي بناها على عينات من أبناء لارهابيين، وآخرين آباؤهم ضحايا للإرهاب، وتم التوصل من خلالها إلى أن الصدمة النفسية متساوية ومتقاربة حيث يشعران الطرفين بنفس الخوف والهلع، أكد أن التكفل بهذه الفئات جاء متأخرا، والكثير من هؤلاء الأطفال الضحايا هم اليوم شباب تجاوزوا العشرين سنة من أعمارهم، ولا زالوا يعانون من الصدمة العنيفة. وأكد المحاضر أن معظم الأحياء القصديرية التي تحيط اليوم بكبريات المدن، هم من ضحايا المأساة الوطنية. وأكد المختصون في هذا المجال، أن الصدمة النفسية تسجل تراجعا منذ سنة 2002، بعد عودة الأمن تدريجيا، وأصبح من أسباب المصدومين هو الاعتداءات الجنسية، العنف بين الأزواج، وحوادث المرور، وبنسبة ضئيلة العنف في المدرسة. وكشفت ذات المصادر، أن الكثير من المصدومين لا يتقربون من المراكز إلا من أجل الشهادات الطبية.