طلب شباب التغيير باليمن من الأممالمتحدة إحالة علي عبد الله صالح إلى المحكمة الجنائية الدولية وحظر تصدير السلاح إلى نظامه، في وقت هاجم فيه متحدث رئاسي يمني واشنطن بسبب دعوتها مجددا لنقل فوري للسلطة رغم دور صالح في تصفية قائد كبير بالقاعدة، بينما غادر صنعاء مبعوث أممي دون تقدم يُذكر على طريق تجسيد المبادرة الخليجية. و بحسب مصادر اعلامية ، قال شباب التغيير في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنهم يريدون من منظمته إحالة صالح وأولاده ومساعديه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم على "جرائمهم ضد المحتجين السلميين" وتحدثوا عن أكثر من 861 شخصا قتلوا و25 ألفا جرحوا منذ بدء الاحتجاجات في جانفي الماضي. وكانت الحكومة اليمنية قد تحدثت أمس عن أكثر من 1480 شخصا قتلوا منذ بدء الأزمة السياسية قبل تسعة أشهر، وقالت إن العدد يشمل المدنيين وقوات الجيش والأمن. كما دعا شباب التغيير الأممالمتحدة إلى تجميد أصول وحسابات صالح وعائلته ومساعديه، وحظر بيع السلاح إلى نظامه. ويطالب مئات آلاف المحتجين منذ تسعة أشهر باستقالة صالح، وتحول الأمر في أحيان كثيرة إلى صدامات مسلحة بين قوات تؤيده وأخرى انشقت عنه وانضمت إليهم. ويقول الرئيس منذ بضعة أشهر إنه يؤيد مبادرة سلام خليجية (تقضي بتنحيه وتسليم صلاحياته إلى نائبه وتشكيل حكومة مصالحة تنظم انتخابات مبكرة)، الا أنه لم يوقعها بعد، وقد غادر مبعوثان دوليان (أحدهما خليجي والثاني أممي) صنعاء دون أن يحققا تقدما على طريق تجسيدها. وكان صالح، قد عاد الأسبوع الماضي من الرياض حيث عولج لثلاثة أشهر ونصف الشهر من جروح بليغة لحقت به في محاولة اغتيال، وقد شهد البلد قُبيل عودته وبُعيدها صدامات قتل وجرح فيها المئات. وفي لقاء مع صحيفة واشنطن بوست ومجلة تايم قبل ثلاثة أيام، حذر صالح من حرب أهلية إن ترك السلطة، وترشح معارضوه في الانتخابات المبكرة.لكن متحدثا رئاسيا قال إن ذلك لا يعني أنه يرفض التنحي، وأكد استعداد الرئيس لتوقيع المبادرة وآليتها التنفيذية كمنظومة واحدة بما فيها التخلي عن السلطة. على حد قوله . وبعد أيام من مغادرة المبعوث الخليجي عبد اللطيف الزياني، ترك المبعوث الأممي جمال بن عمر بدوره صنعاء أمس الأول بعد أن مدد زيارته على أمل تحقيق اتفاق. فيما حذر بن عمر قبيل المغادرة من مفترق طرق خطير يواجهه اليمن، داعيا الفرقاء إلى خطوات شجاعة لحل الأزمة، دون أن يستبعد تعديل المبادرة الخليجية. كما جدد دعوته صالح لإصدار مرسوم يدعو لانتخابات رئاسية مبكرة نهاية العام، ولنقل صلاحياته إلى نائبه، وتشكيل حكومة وطنية انتقالية وهيكلة قوات الجيش والأمن. ودعت واشنطن مرارا الرئيس صالح إلى التنحي فورا، لكنها لم تفرض عليه عقوبات رغم تمسكه بمنصبه. وجددت واشنطن هذه الدعوة الجمعة، أي باليوم نفسه الذي أعلنت فيه (وصنعاء) مقتل قيادي القاعدة أنور العولقي، في عملية امتدحت دور نظام صالح فيها، مع التأكيد على أن ذلك لا يعني تغييرا في موقفها الداعي لنقل السلطة فورا. وانتقد وزير الإعلام اليمني عبده الجندي هذا الموقف، وقال إنه ينم عن قلة احترام لحلفاء واشنطن في الحرب على الإرهاب. و أضاف أن الرئيس صالح هو رئيس منتخب. وتتهم المعارضة صالح بالتلاعب بقضية القاعدة للإبقاء على الدعم الغربي، ويشير بعضهم إلى تزامن قتل العولقي مع عودة الرئيس من رحلته العلاجية.