ويأتي هذا المشروع، في إطار رغبة مصرية لدعم أعمال لمخرجين عرب حول تاريخ مصر، وخاصة حرب أكتوبر التي لم تحظ بالعدد الكافي من الأعمال السينمائية من مخرجين مصريين. وللإشارة، فإن نقاد السينما العربية والمصرية يرون أن الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر لا تتعدى التسعة أفلام، أنجزت على مدار ربع قرن، أهمها فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" للمخرج حسام الدين مصطفى سنة 1974، والمقتبس من قصة إحسان عبد القدوس، وهو من الأفلام التي عوّلت عليها مصر لنقل فرحة النصر بأكتوبر 1973، حيث وفر لهذا العمل إمكانات ضخمة، من معارك حربية وطائرات ومدفعية. ويروي الفيلم قصة جندي مصري كان يترك في جيبيه رصاصة ليس ليقتل بها العدو الإسرائيلي، بل ليعود بها إلى قريته ويطلقها في صدر رئيس الجمعية الذي اغتصب ابنة عمه، وفيلم "أبناء الصمت" للمخرج محمد راضي ويقدم الفيلم بطولات الجندي المصري إبان حرب 1973 وما قبلها من حرب الاستنزاف، بدءا من معركة "رأس العش"، وحتى لحظة العبور العظيم وتحطيم خط بارليف المنيع، ورفع العلم المصري على ضفة القناة الشرقية، إضافة إلى العديد من الأفلام التي ورد ذكر حرب أكتوبر بها وروداً عابراً، ومنها "العمر لحظة"، "الوفاء العظيم"، "حتى آخر العمر"، "بدور"، وأخيراً "حكايات الغريب". وعلى الرغم من كونها أفلاماً ذات طابع عسكري، على ما يبدو ظاهرياً، فإنها تدخل بشكل أو بآخر في قصة رومانسية تقوم دعامتها الأساسية على علاقة عاطفية بين البطل والبطلة. ويعتبر العارفون بالسينما المصرية، أن الأعمال المنجزة في هذا الإطار والتي سجلت تميزها، كانت من إنجاز مخرجين ومنتجين عاشوا نصر أكتوبر، على غرار محمد خان، خيري بشارة، عاطف الطيب ويوسف شاهين، غير أنهم وحسب النقاد لم يتركوا المجال واسعا للحديث عن حرب أكتوبر 1973، وهذا لتأثرهم بهزيمة 1967 والتغييرات التي صاحبت النكسة في جميع المجالات. لذلك، كانت جل أعمالهم الوطنية مرتبطة بتأثيرات الهزيمة على نفسية المواطن المصري، وعلى السلم الاجتماعي، وهو ما نجده في أفلام مثل "أغنية علي الممر" لعلي عبد الخالق، و"العصفور" ليوسف شاهين، و"الحب تحت المطر" لحسين كمال، و"الظلال في الجانب الآخر" للفلسطيني غالب شعث، و"العوامة 70" لخيري بشارة، و"الخوف" لسعيد مرزوق، و"ثرثرة فوق النيل" لحسين كمال.