يجري المنتخب الوطني، عشية اليوم، آخر حصة تدريبية له قبل خوض مباراة الجولة الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 يوم غد أمام منتخب إفريقيا الوسطى بملعب 5 جويلية، حيث من المنتظر أن تكون مناسبة للمدرب وحيد حاليلوزيتش لاستكمال آخر الرتوشات خاصة ما تعلق منها بالتعلميات التكتيكية، إذ أنه ركز منذ يوم الخميس الماضي كثيرا على هذا الجانب. كما سيقوم بتحديد التشكيلة الأساسية التي ستدخل المواجهة بعدما عاين بدقة درجة استعداد كل لاعب في التدريبات، لا سيما في المباريات التطبيقية. ولكن بالنظر إلى عدم أهمية نتيجة المباراة في حسابات "الخضر"، فإن المدرب الوطني يريد إجراء تغييرات على الخطة والتشكيلة وعدم انتهاج الطرق السابقة التي لم تأت بالجديد خصوصا باعتماده على نفس الوجوه التي أثبتت محدوديتها. وقد شدد حاليلوزيتش اللهجة مع أشباله وأكد لهم أنه يريد رؤية رجال فوق الميدان لأن الجمهور الجزائري ينتظر منهم الإستفاقة دون التفكير في أمر الإقصاء قبل هذه المباراة، حيث طالبهم بدخول المباراة وكأنها مصيرية، لكن مع عدم التسرع وفقدان التركيز لكون الضغط لن يكون مفروظا عليهم، ولذلك فإنه يريد منهم تقديم أداء راقي وتسجيل نتيجة إيجابية سيكون لها وقع كبير على معنوياتهم تحسبا للمواعيد المقبلة، فضلا عن أنها ستعيد الثقة إلى الأنصار بأن منتخبهم قادر على العودة إلى الواجهة، وقبل ذلك، فهويسعى إلى تلميع صورته لدى الرأي العام، وإعطاء الإنطباع بأنه الرجل المناسب الذي سيقود "الخضر" مستقبلا. حاليلوزيتش يشعل المنافسة وسط المحليين باستدعاء بونجاح ورغم الأهمية التي تكتسيها مواجهة الغد أمام إفريقيا الوسطى من الناحية المعنوية، إلا أن حاليلوزيتش يبقى تفكيره منصبا على ما بعد هذا الموعد، لأنه يبدو الأكثر أهمية بالنسبة لمسيرته مع المنتخب، ويتعلق الأمر بالمواجهات الودية وتصفيات كأس إفريقيا 2013 ومونديال 2014، حيث أنه عازم على إحداث ثورة في التشكيلة من خلال جلب أسماء جديدة والتخلي تدريجيا عن المخضرمين الذين فقدوا الكثير من إمكانياتهم، ومن المنتظر أن يشرع في عملية الإنتقاء سواء في الدوريات الأوروبية أوالبطولة المحلية بعد انتهاء التصفيات الحالية، وقد اعتبر البعض أن استدعائه المفاجئ لمهاجم اتحاد الحراش بونجاح كرسالة واضحة للاعبين المحليين على أن أبواب المنتخب مفتوحة امامهم، وبالتالي فإإنه يريد خلق منافسة قوية بينهم لارتداء القميص الوطني، وهو ما من شانه أن يرفع من مستوى البطولة. ومن جهة أخرى، فإن الأسماء المحترفة التي وردت ضمن أجندته، قد تساهم في عودة الروح ل "الخضر"، خاصة وأنها تتألق بشكل ملفت مع أنديتها، على غرار بلفوضيل وفيغولي الذي يرشحه الكثير من المتتبعين بأنه سيكون من أبرز لاعبي الوسط مستقبلا نضرا لسرعته وكذلك سعدي يمتاز بتمركزه الجيد وحركته الدائمة في الهجوم، وهو ما يعني أنه سيكون قلب هجوم حقيقي. بلفوضيل ينتظر دعودة روراوة وفي نفس الإطار، صرح لاعب أولمبيك ليون الفرنسي إسحاق بلفوضيل أنه يفضل اللعب للمنتخب الوطني على حساب الديوك. وجاء هذا التصريح بعد فترة من الشكوك حول اختيار اللاعب الذي تدرج في كل الأصناف الصغرى للمنتخب الفرنسي، وأكد أيضا أنه لحد الآن لم يتلق أي اتصال من الإتحادية الجزائرية لكرة القدم أومن مدرب المنتخب الوطني حاليلوزيتش وأنه لن يتردد في قبول الدعوة، كما قال أيضا إن مستواه لازال بعيدا عن المستوى المطلوب ليكون في صفوف "الخضر"، بما أنه لم يلعب لحد الآن ولا موسما كاملا مع الأكابر في ناديه. فابر "متلهف لاكتشاف أجواء 5 جويلية" ومن جهته، صرح حارس المنتخب الوطني مايكل فابر أنه يعيش أجواء خاصة بعد أول حصة تدريبية له على ملعب 5 جويلية، حيث أكد أنه كان ينتظر هذه المناسبة منذ مدة طويلة وأنها لحظة جد هامة بالنسبة لمسيرته الكروية، ويتلهف فابر لاكتشاف الأجواء في هذه التحفة الكروية بعدما أخبره زملائه بأنها رائعة وحماسية جدا، وقال إنه يبذل مجهودات كبيرة في التدريبات من أجل الفوز بثقة المدرب، مؤكدا أنه لا يخشى أبدا المنافسة مع الحارس الأول مبولحي رغم اعترافه بإمكانيات هذا الأخير. المشكل ليس في المهاجمين.. ولكن في غياب الحلقة الرابطة بين الوسط والخط الأمامي ويرى الكثيرون من أهل الإختصاص بأن ربط النتائج الضعيفة للمنتخب الوطني بتدني مستوى المهاجمين يعتبر خطأ كبيرا، بدليل أن هؤلاء يتألقون ويسجلون أهدافا كثيرة مع أنديتهم، خاصة بالنسبة لقلب هجوم أولمبياكوس اليوناني رفيق جبور، وبالتالي فإن المشكل الحقيقي يكمن في وسط الميدان الهجومي وحتى في التنسيق بين الخطوط الثلاثة... أو بتعبير آخر؛ غياب بناء الهجمات والإعتماد كثيرا على الكرات الطويلة التي تساعد دفاع الخصم، وذلك لفقدان الحلقة الرابطة بين الوسط والهجوم. ولذلك، فإن عودة وسط الميدان الى مستواه ستعود القاطرة الأمامية الى مستواها الحقيقي تلقائيا. وقد سبق وأن اشتكى جبور وغزال من غياب الكرات، وهو ما يستدعي من المدرب إيجاد لاعبين ماهرين في التمرير وضمان التنسيق بين الوسط الهجومي والخط الأمامي. جبور يتماثل للشفاء، لكن حاليلوزيتش قلق لا يزال المدرب حاليلوزيتش يتابع حالة المهاجم جبور في كل لحظة، وذلك بالتنسيق مع الطاقم الطبي من أجل التأكد من تماثله للشفاء التام من الإصابة التي تعرض مؤخرا وهذا قبل البت في مسألة إشراكه من عدمها في التشكيلة الأساسية. ورغم انه عاد إلى أجواء التدريبات يوم الأربعاء مع زملائه، إلا أن المدرب يبقى مترددا بعض الشيء. هذا، وكان قد خضع سابقا لجلستين تدريبيتين بمفرده قام خلالهما بالركض تحت إشراف مدرب اللياقة البدنية، وبعدها منح له الطبيب الضوء الأخضر للعودة إلى التدريبات، لكن بحذر شديد خشية تجدد الآلام.