تأتي محاولات تحسين خدمات البريد وعصرنته على المستوى الوطني التي لم تشمل بعض الجزيئات المعرقلة لحياة المواطنين بولاية جيجل، إذ يشتكي المواطنون منذ مدة من مشاكل جمة مع مصالح البريد، وفي مقدمتها الصعوبة التي يجدونها في سحب أموالهم جراء الطوابير الطويلة التي تتشكل يوميا. وتبيّن لزبائن البريد أن الأمر لا يتعلق بكثرة الأعداد الوافدة على مراكز البريد بقدر ما له علاقة بغياب تام للتنظيم والتخطيط على مستواها، ودليل المواطنين الذين تحدثنا إليهم في عديد المراكز أن مدينة جيجل والبلديات الساحلية الأخرى قد هجرها المصطافون منذ أسابيع، ومع ذلك بقى الوضع على حالها وبقيت معه الطوابير وازمة اليسيولة ناهيك عن مشاكل أخرى باتت مقلقة للمواطنين منها افتقارهم للصكوك البريدية إذ ينتظرون عدة أشهر للحصول عليها، عكس ما كان يحدث في السابق. وقد أوضح لنا بعض المواطنين ممن وجدناهم يشكلون طابورا كبيرا في مركز الطاهير بأنهم تحصلوا على صكوكهم بعد مرور 6 أشهر على تقديم الطلب لإدارة المركز،وتعرف مختلف مراكز البريد احتجاجات يومية على الموظفين إما بسبب تأخر صكوك المواطنين أوتعطل أجهزة السحب الآلي وعدم تشغيلها في معظم الأحيان ونفاد السيولة المالية أوانعدامها أحيانا وهوما يجعل وجودها لمجرد الديكور ليس إلا. وحتى بالنسبة للصكوك البريدية الخاصة بالنجدة يستلزم السحب بواسطتها إحضار المواطن لبطاقته المغناطيسية. أما المشكل الأكبر بالمراكز البريدية بجيجل وخاصة مركز الميلية ومراكز عاصمة الولاية فيتعلق بضيقها رغم أنها تستقطب ما يقارب 70 بالمئة من مواطني الولاية. ويكفي أن نشير إلى أن بريد الميلية يستقطب زبائنه من أغلب البلديات الشرقية للولاية ونخص بالذكر العنصر، سيدي معروف، أولاد يحيى، غبالة، سطارة، أولاد رابح، إضافة إلى بلديات مجاورة تابعة لولايات أخرى على غرار عين قشرة بسكيكدة والشيقارة بميلة، مع العلم أن إقبال العديد من المواطنين على مركز الميلية مردّه - حسب ما قيل لنا من مصادر مسؤولة - توقف المراكز المتواجدة بالبلديات النائية عن دفع الأموال بقرار وزاري.