تسبب قتال عنيف اندلع بين جماعات محلية مسلحة على مشارف العاصمة الليبية طرابلس في مقتل عدة أشخاص، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة الانتقالية لتهدئة التوترات وسط حديث عن خصومات قبلية وتأييد للعقيد معمر القذافي. بينما طالب أحد القادة العسكريين في المعارضة الليبية المسلحة، المجلس الوطني الانتقالي، بنشر نتائج التحقيق في اغتيال قائد المجلس العسكري عبد الفتاح يونس في جويلية الماضي. وفي ثاني يوم من الاشتباكات قرب موقع عسكري يقع وسط مزارع وقرى بين العاصمة ومدينة الزاوية الساحلية على مسافة 50 كيلومترًا إلى الغرب ، قصف مقاتلون مناهضون للقذافي من الزاوية أهدافًا بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات والقذائف الصاروخية وصواريخ غراد. وبحسب مصادر إعلامية، فقد أجبرت النيران المعاكسة مقاتلي الزاوية على الاحتماء والتراجع أحيانًا. وأثار القتال القلق من تصاعد التوترات وإعاقة الجهود الهادفة لإقامة ديمقراطية محل حكم القذافي وذلك في ظل وجود عشرات الآلاف من الرجال المدججين بالسلاح والذين يجوبون دولة ما زال يفتقر لهياكل حكومية جديدة. وقال مقاتلو الزاوية الذين أعلنوا عن مقتل إثنين من رفاقهم يوم الجمعة: إن عدد قتلاهم وصل إلى حوالي عشرة أمس الأول، رغم وجود حالة كبيرة من التشوش في موقع الأحداث. وقالت شخصيات كبيرة تتحدث نيابة عن أولئك الذين على الجانب الآخر، إنهم لا يعلمون بوقوع خسائر وأنحوا باللوم في التوتر على سوء فهم. واستمر تبادل إطلاق النار الكثيف الذي تخللته انفجارات لعدة ساعات بعد ظهر أمس الأول حول قاعدة عسكرية في المايا وهي منطقة يقطنها أشخاص من قبيلة ورشفانة وهي قبيلة كبيرة في منطقة طرابلس.حيث تمتد المنطقة عبر الطريق السريع الرئيسي الذي يربط العاصمة بالحدود التونسية ومنشآت النفط والغاز قرب الزاوية. ونقلت مصادر إعلامية عن محمد سايح، عضو من ورشفانة بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يضم 51 مقعدًا، أن هذا هجوم شنه رجال من الزاوية يريدون السيطرة على قاعدة المايا وضللتهم شائعة عن وجود مقاتلين موالين للقذافي في المنطقة. طالب أحد القادة العسكريين في المعارضة الليبية المسلحة، فوزي بوكتف رئيس تجمع سرايا الكتائب الليبية ومساعد وزير الدفاع الليبي، المجلس الوطني الانتقالي المنضوي تحت لواء المعارضة، بنشر نتائج التحقيق في اغتيال قائد المجلس العسكري عبد الفتاح يونس في جويلية الماضي . وقال بوكتف، إن التجمع يطالب بالإعلان عما أسفر عنه التحقيق الخاص بقتل اللواء عبد الفتاح يونس، والأشخاص المتورطين في القضية وإنزال العقوبات الرادعة بهم، وأضاف، إن هذا الموضوع قد تأخر ويجب الإفصاح عنه الآن، نافيا الشائعات التي توجه أصابع الاتهام إلى السرايا باعتبارها مسؤولة عن اغتيال يونس. الوكالات //////////////////////////////////////////////////////////// ما لم يتراجع صالح عن مواقفه المتشددة إزاء المبادرة الخليجية مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن يهدد بإنهاء الزيارة ذكرت تقارير إعلامية أمس، أن جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن هدد المسؤولين اليمنيين بإنهاء الزيارة التي يقوم بها حاليا إلى البلاد، ما لم يتراجع الرئيس علي عبد الله صالح عن مواقفه المتشددة حيال التوقيع على المبادرة الخليجية. وذكرت صحيفة "الخليج" الاماراتية في عددها الصادر امس، أن جمال بن عمرأشعر نائب الرئيس وقيادات بارزة في الحزب الحاكم بأنه قد يلجأ إلى إنهاء زيارته إلى اليمن خلال ال 24 ساعة المقبلة ورفع تقرير إلى مجلس الأمن الدولي يتضمن تقييمه لطبيعة العوائق التي تقف حائلاً دون تنفيذ القرار رقم 2014 الصادر من المجلس، في حال لم يتراجع الرئيس صالح عن مواقفه المتشددة حيال رفض التوقيع الشخصي أو توقيع نائبه عبدريه منصور هادي على الآلية المقترحة لتطبيق المبادرة الخليجية . وكانت مصادر يمنية مطلعة على سير المداولات القائمة بين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والأطراف الرئيسة في الأزمة اليمنية للتسريع بالتوقيع على المبادرة الخليجية، قد كشفت عن طبيعة العوائق التي لاتزال تقف حائلاً دون التوصل إلى تسوية للنقاط الخلافية بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة الرئيسة في البلاد . وأكدت المصادر، أنه وعلى الرغم من موافقة الرئيس صالح على توقيع نائبه على اتفاقية الآلية التنفيذية المزمنة والمقترحة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، إلا أنه رفض وبشكل قاطع البند المتعلق بإعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية، مبدياً تمسكه باستمرار نجله العميد أحمد والنجل الأكبر لشقيقه الأكبر واثنين من أشقائه على رأس الوحدات العسكرية والأمنية التي يقودونها حالياً، وهو ما قوبل برفض أحزاب المعارضة الرئيسة التي اشترطت إجراء عملية إعادة هيكلة الجيش والأمن بواسطة لجنة يرأسها نائب الرئيس هادي قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة لضمان الشفافية والتنافسية في هذه الانتخابات . وأشارت ذات المصادر إلى أن الرئيس صالح جدد اشتراطه تقيد أحزاب المعارضة بتنفيذ المبادرة الخليجية باعتبارها منظومة متكاملة غير قابلة للاجتزاء، ما يفرض على الحكومة المشكلة بموجب المبادرة من حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وأحزاب المعارضة التزامات من قبيل إنهاء المظاهر المسلحة في كافة المدن واستعادة السيطرة الحكومية على المحافظات التي خرجت من حظيرة السيطرة المركزية ورفع الاعتصامات الاحتجاجية من الساحات العامة .