انفجارات عنيفة تهزّ طرابلس والحكومة تنفي مقتل خميس القذافي عائلة يونس عبد الفتاح تتهم المجلس الانتقالي بالفشل في التحقيق حول مقتله هزّت عدة انفجارات في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة العاصمة الليبية طرابلس التي شهدت تحليق طائرات حلف شمال الأطلسي، في وقت قامت فيه القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية بمساعدة المتمردين على مصادرة ناقلة نفطية ليبية وتحويلها نحو ميناء بنغزي شرقا . وذكرت وكالة أنباء الجماهيرية الليبية أن مواقع مدنية وعسكرية بحي خلة الفرجان في مدينة طرابلس تعرضت لقصف الناتو، ومن جهته نفى المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أمس مقتل خميس القذافي الابن الأصغر للزعيم الليبي في غارة للناتو، وقال أن هذا نبأ كاذب اختلقته المعارضة عن خميس في زليتن، فيما أعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم مساء الخميس الماضي خلال مؤتمر صحفي أن المتمردين خربوا أنبوبا نفطيا في منطقة جبل نفوسة في جنوب غرب طرابلس ممّا أدى حسبه إلى توقف العمل في آخر مصفاة كانت لا تزال تعمل في البلاد، وقال الكعيم أن المتمردين أغلقوا صمام الأنبوب وصبوا فوقه كمية كبيرة من الاسمنت المسلح في منطقة "الرياينة" ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في طرابلس وضواحيها، وأوضح الكعيم أن الأنبوب كان ينقل النفط إلى مصفاة الزاوية على بعد 50 كلم غرب طرابلس أين كان النفط من غاز ووقود يستخدم في محطة توليد الكهرباء. ذات المسؤول أشار من جهة أخرى إلى أن حلف شمال الأطلسي قصف موقعا للغاز في المنطقة نفسها إضافة إلى محطة للتوتر العالي في الجفرة جنوب غرب طرابلس، وكان العديد ممن يقطنون في بعض ضواحي طرابلس أكدوا أن التيار الكهربائي انقطع لساعات طويلة إضافة إلى انقطاع قوارير غاز الطهو، كما ندّد الكعيم بعملية "القرصنة" التي تعرضت لها ناقلة نفط تابعة للنظام والتي كانت تنقل إلى طرابلس 39 ألف طن من المحروقات، ورست الناقلة الخميس في ميناء بنغازي شرق البلاد حيث أكد المتمردون أنهم صادروا هذه السفينة التابعة للحكومة الليبية بينما كانت قبالة سواحل طرابلس، وأشار الكعيم إلى أن قوات خاصة فرنسية وبريطانية شاركت في عملية السيطرة على السفينة. من جانب آخر أكد مقاتلو المعارضة أمس الجمعة أن غارة ليلية لحلف شمال الأطلسي على مركز للعمليات في زليتن غرب البلاد أدت إلى مقتل خميس أحد أبناء العقيد الليبي معمر القذافي و32 شخصا آخرين، وقال أحد المتحدثين باسم المتمردين لوكالة فرانس برس أن خميس بين القتلى الذين سقطوا في الغارة، مضيفا أن غارة جوية وقعت خلال الليل على مركز عمليات القذافي في زليتن وقتل نحو 32 شخصا من القوات الموالية للزعيم الليبي وعلى رأسهم خميس القذافي الذي يتولى قيادة كتيبة عسكرية هي "كتيبة خميس"، ويدير العمليات العسكرية في جبهة زليتن وهي الموقع الذي شهد أكبر قدر من المعارك بعد مرفإ مصراتة الاستراتيجي. وجاءت هذه الغارة بعد ساعات فقط على قدوم مجموعة من الصحافيين من طرابلس إلى زليتن في زيارة منظمة من قبل الحكومة، حيث لاحظ الصحافيون أن وسط المدينة لا يزال تحت سيطرة قوات القذافي وأن الجبهة تبعد بين 10 و15 كلم إلى الشرق بحسب السكان. وفيما يخص قضية اغتيال القائد العسكري للمعارضة المسلحة ووزير الداخلية الليبي الأسبق اللواء عبد الفتاح يونس، صرّح ابنه الأصغر معتصم، أن عائلته وقبيلة العبيدات سيطالبون المساعدة من المحكمة الجنائية الدولية لمعرفة ملابسات مقتله، موضحا أن لجنة التحقيق في داخل ليبيا قد تقاعست عن العمل، وفشلت في التحقيق في هذه القضية الخطيرة على حد قوله، ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن نجل عبد الفتاح يونس قوله أنه لا يصدق رواية نظام القذافي حول تورط تنظيم القاعدة في مقتل والده، نافيا أن يكون شقيقه الأكبر أشرف، قد رفع العلم الأخضر الذي يرمز إلى نظام القذافي خلال مراسم تشييع جثمان والدهما أو لدى تلقيهما نبأ وفاته، وأضاف أنها تقارير كاذبة، مؤكدا ولاء والده للمعارضة المسلحة، وروى معتصم أنه وبقية أفراد أسرته سمعوا للمرة الأولى بنبأ مصرع والده عبر القنوات الفضائية، وجاءت هذه التصريحات عقب اجتماع عقده معظم وجهاء قبيلة العبيدات التي ينتمي إليها يونس، وهي واحدة من كبرى قبائل ليبيا في بنغازي، وقال معتصم أن والده خلال آخر اتصال هاتفي بينهما لم يكن قلقا ولم يلمح إلى أي شيء غامض من حوله .