في منتصف التسعينيات، حين أعلن عن قانون الأحزاب الجديد، سقطت "الألف" من حركة "حماس" لتتحول إلى "حمس" لينهار ركنها الركين والمتمثل في الدين الإسلامي الذي كانت تنادي به كبرنامج للحركة، ولكن في سبيل البقاء في السياسة كل شيء يهون. وهاهي اليوم الحركة تفقد من الاسم حرف "الحاء" بعدما تشتت الرؤوس فيها، وصار لمناصرة حزبه الخاص، لتتحول الحركة ربما عما قريب من "حمس" إلى "مس" ولا ندري بعدها كيف يعالج الشيخ الراقي أبو جرة العفاريت التي سكنت البيت الحمسي وهو الذي لطالما تخلّص من "بلزرق" و"بلحمر" حين كان راقيا وأخرج الجن والشياطين من أجساد الناس بفردة من حذائه وتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم. إلا أن هذه المرة وجد الأمر عصيا خاصة وأن العفاريت التي ركبت جماعة مناصرة لها قدرة عجيبة في استنزاف بيت الحركة، فلحد الآن أبطل مناصرة وجماعته بقوة عفاريتهم رقية أبي جرة، رغم أنه انسحب من الحكومة ليتفرغ لرقية العفاريت التي هدّت المعبد عليه وعلى الحركة وتركته هيكلا خاويا، وكان الأولى بزعيم الحركة أن يحضّر لمثل هذه اللحظة بعد سقوط "الألف" من اسم "حماس" والقبول بالتنازلات. وهاهي اليوم الأمور تزداد سوءا بعدما انهار حرف الحاء والأكيد أنه بعد أيام ستصير الحركة تحت مسمى جديد وهو "مس" ما يعني اختصارا مات والسلام.