تناول المحاضرون، عشية أول أمس، بالجزائر العاصمة في إطار الجلسات العلمية لدورة الأمانة العامة لإتحاد الأدباء والكتاب العرب، ورشة بعنوان أدب الطفل والتي أجمع من خلالها المتدخلون العرب على ضرورة الارتقاء بالأدب الطفو لي بمراعاة خصوصياته النفسية والجسدية ومستجدات العصر قصد توسيع مداركه العقلية وتنمية حسه الجمالي. تناول رئيس جمعية أدباء الأطفال بإتحاد الكتاب العرب بسوريا 'صبحي سعيد قضيماتي' مفهوم الحداثة في الأدب الطفولي و مدى ارتباطها بارتقاء ثقافة الطفل، مستندا في توضيح الأساليب الجديدة المعتمدة في أدب الطفل على القصص المستوحاة من الحكايات التراثية كألف ليلة وليلة للكاتبين السوريين 'عبدو محمد' و'وليد معماري'، اللذان يؤكدان في نصوصهما الموجهة للطفل على الجوهر الجمالي والفكري للوحدة من خلال تجاوز التعبير الكلاسيكي كخطاب الوعظ والوصول إلى التفاعل المباشر مع الطبيعة ومجريات الحياة. وأشار 'صبحي' إلى ضرورة الابتعاد عن الشخصيات الجاهزة وعدم التركيز على فكرة البطل الحامل للقيم في أدب الطفل لأن الزمن قد تجاوزها، داعيا الكتاب في الختام إلى عدم الاستخفاف بالطاقات الصغيرة والاستهانة بالأدب الطفولي. من جهتها، تطرقت الأستاذة المحاضرة في جامعة تيزي وزو 'مسعودة لعريط' ، إلى موضوع أدب الطفل والإيديولوجيا في الجزائر، من خلال معاينة مجموعة من القصص بلغت ثلاثين قصة أثبت وجود خلفيات إيديولوجية تتحكم في الكتابة الأدبية للطفل مع اختلاف في طريقة تمرير المضامين من مؤلف لأخر، ومن أهمها المرجعية الدينية التي تبرز في شكل صراع الحب والسلطة، إضافة إلى المرجعية الوطنية، الاجتماعية والمرجعية السياسية ذات المضمون الماضوي. واستنتجت'مسعودة' صاحبة الديوان الشعري 'مرايا الجسد'، أن الكتابة للطفل تحمل عنصرين قيم إنسانية وأخرى مضادة، بحيث لايمكن لأي كاتب أن يتخلى عن الفكر الإيديولوجي وصراع الإنسان مع أخيه الإنسان والإختلاف مع الطبيعة، شريطة أن لا تكون القيم تدعو إلى الحرب أو العصبية والتطرف. هذا، وأحاطت الدكتورة 'نرمين الحوطي' من الكويت، بأهم مراحل تطور الكتابة الأدبية للطفل في الجزائر، انطلاقا من جمعية العلماء المسلميين في الفترة الإستعمارية وصولا إلى دعم الدولة الجزائرية للمشاريع الثقافية الموجهة للطفل في عهد الاستقلال، مبرزة الأبعاد الأساسية لأدب الطفل في الجزائر كالبعد التعليمي الحكائي، الأسطوري الخرافي والبعد ين الاجتماعي والتاريخي. ودعت'نرمين' في ختام مداخلتها، إلى ضرورة اهتمام الباحثين بالأدب الطفو لي لنقص الدراسات الفنية التقويمية في المجال. من جانبها، أكدت الدكتورة 'زينب عسال' من مصر من خلال مداخلتها بعنوان الكتاب الورقي والوسائط الإلكترونية، على أهمية الوسائل التكنولوجية في ترقية الأدب الطفو لي، منوهة إلى أنه لا غنى للنص الورقي في تثقيف الطفل وتنمية ذائقته الفنية وحواسه.