صدر مؤخرا عن مديرية الثقافة لولاية سطيف كتاب بعنوان ''أدب الطفل بين الواقع والطموح''، حيث تناول الكتاب عبر 106 صفحة مجموع المحاضرات الخاصة بالندوة المنظمة بمناسبة الصالون الوطني الأول لكتاب الطفل الذي احتضنته سطيف العام الفارط. جاءت أولى محاضرات الكتاب بعنوان ''الإبداع والإقناع في لغة أدب الطفل'' للأستاذ عبد الغني بارة، حيث ركز في مداخلته على قضية أثارت الكثير من الجدل بين أهل النظر والباحثين في أدب الطفل، ويتعلق الأمر باللغة التي ينسج بها هذا الخطاب، وما إذا كان المبدع يراعي القدرات الذهنية للطفل. في حين اختار الأستاذ ''ذويبي خثير'' الزبير من خلال دراسته الموسومة ''أدب فوبيا الأطفال'' ان يلفت انتباه الدارسين لأدب الطفل ،كي لا يتوجسوا خيفة من هذا الأدب الوافد من الآخر، الذي أصبح يشكل في حد ذاته موضوعا يستحق أن يجد له مكانة بين الفنون الأدبية الأخرى. وذكر ذويبي انه بدلا من أن نتدارس الكيفيات التي نؤسس بها لأدب عربي إسلامي، صرنا نكتب ونكتب فيما يسمى ''كتابة الخوف من أدب الآخر'' لنبقى نحن العرب نتجاذب المخاوف. هذا وقدم الأستاذ نبيل دحماني عبر مداخلته ''بناء القدرات الذهنية والإبداعية للطفل من خلال ترشيد الإنتاج الفني والأدبي'' مقاربة سوسيو سيكولوجية إعلامية حول واقع الكتابة والإنتاج الفني للطفل في بيئات مقارنة عربية غربية والحاجة إلى بناء القدرات الذهنية والإبداعية للطفل، من خلال ترشيد الإنتاج الفني والأدبي الموجه للطفل في ظل الطفرة النوعية التي حثتها التحولات العالمية الفكرية من طرف المنظور الغربي المهيمن بعد زوال القطبية الثنائية وميلاد القطبية الأحادية وتحديات النهوض بما ينتج للطفل العربي والجزائري خصوصا. هذا وعالج الكتاب العديد من المواضيع الخاصة بالطفل مثل ''الضوابط النفسية والفنية في الكتابة للطفل ، جمالية التجسيد الفني في النص الطفولي''. ليختتم محمد زتيلي مدير الثقافة لولاية سطيف الكتاب مذكرا بأن هذا العمل جاء إيمانا من مديرية الثقافة باهمية التدوين وأهميته البالغة، ووعيا منها بعدم جدوى المشافهة في زمن صارت المعلومات فيه تتدفق كالسيل من كل أنحاء العالم.