أكد نور الدين عاشوري، مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية لولاية قسنطينة، في ندوة صحفية نشطها، مساء أمس الأحد، بمقر ديوان والي قسنطينة، أن الجزائر ما تزال تفتقر إلى الإمكانيات الكافية لدخول سوق الأعشاب الطبية وتسويقها، كون هذا الجانب من الصناعة الصيدلانية، أو ما يسمى بالطب الشعبي، يحتاج إلى تكنولوجية كبيرة جدا. وقال عاشوري في الندوة الصحفية حول الصالون الوطني الأول حول الصناعة الصيدلانية والشبه صيدلانية التي ستنطلق ابتداء من 17 جانفي الجاري بقصر الثقافة مالك حداد أن المؤسسات الدولية وحدها التي يمكنها أن تتكفل بالاستثمار في هذا المجال، وأنا كمسؤول يشجع هذا الجانب من الاستثمار وفتح مؤسسات خاصة به، باعتباره مادة قاعدية في صنع الدواء الذي يعتمد إنتاجه على النباتات، مضيفا بالقول إنه مهمته تقتصر على إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة تكون مفتاح تطور اقتصاديات الدول التنافسية وقابلة التحدي للطرف الآخر، مثلما هو الشأن بالنسبة للأشغال العمومية التي ما تزال الجزائر تفتقر إلى مثل هذه المؤسسات التنافسية، مما جعلها تعتمد على الخبرة الأجنبية في انجاز الطريق السيار شرق غرب، في حين أوضح العربي سويسي رئيس غرفة التجارة والصناعة الرمال، أن هذه العمليات الاستثمارية تحتاج إلى خلق المحيط البيئي للاستثمار وعن الصالون الوطني حول الصناعة الصيدلانية قال مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بولاية قسنطينة أن الصالون يهدف إلى تبادل الخبرات مع مختلف الشركات الصيدلانية والتعريف بالمنتوج الصيدلاني المحلي، وتنسيق العمل في مجال البحث العلمي، وذلك من أجل تخفيض فاتورة استيراد الدواء من الخارج، التي وصلت إلى قيمة تقارب 03 مليار دولار حسب الإحصائيات المقدمة من طرف مجمع صيدال، وتحقيق احتياجات السوق المحلي من الدواء الذي يحتاج إلى تغطية الأدوية بنسبة 70 و75 بالمائة في آفاق 2014. وللعلم، فإن الصالون سيشارك فيه خبراء أجانب سيقدمون محاضرات حول طرق صنع الدواء وتسويقه، حيث وصل عدد المشاركين حوالي 45 مشاركا بين مؤسسات ومتعاملين اقتصاديين. وأمام ندرة الأدوية تشهد ولاية قسنطينة في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا لمحلات بيع الأعشاب الطبية، خاصة بوسط المدينة، ويعرف إقبالا كبيرا من قبل المرضى المزمنين، الذين اتخذوه بديلا عن الدواء الكيميائي (الأقراص)، والبعض الآخر منهم وبخاصة مرضى السكري أصبحوا يعتمدون على الطب الشعبي في تخفيض نسبة السكري، باستعمال مادة زيت الزيتون التي نصح بها بعض الأطباء المختصين كبديل عن الأقراص والأنسولين، لكن هؤلاء المرضى كانوا ضحية للغش، بحيث يباع لهم مغشوشا بقيمة تقارب 1000 دينار للتر الواحد، دون أن تحرك السلطات المعنية ساكنا في تنظيم هذا النوع من التجارة.