يبقى هاجس السكن بولاية سكيكدة الشغل الشاغل لمواطني هده الولاية العاجز في هدا المجال، عجزا تاما، وكل البرامج التي سجلت سابقا، عرفت تأخرا خرافيا في الانجاز، بالمقابل الطلبات مستمرة في التكدس بالمصالح المعنية، وفي شتى صيغها، فتارة الاحتجاج يصدر غرب مدينة سكيكدة، بالقل وما جاورها من بلديات تعيش الغبن، حتى لا نقول في العراء مند فجر الاستقلال، كاحتجاج سكان المنازل الهشة والمهددة بالانهيار في كل لحظة، كحي الطهرة والطاهر لكحل، أو تلك العائلات التي تقيم بأكواخ قصديرية بشارع قويسم عبد الحق والمهددة بالطرد وافتراش الأرض، وتارة أخرى يصدر الاحتجاج من أكثر من180 عائلة بالحروش ، تقيم في تجمع قرب المقبرة المسيحية، في ظروف كارثية لا تصلح لعيشة الحيوان في ولاية تعد غنية بمواردها المتعددة المداخيل. مدينة سكيكدة محاصرة بالأكواخ المختلفة الأشكال، ناهيك عن التهيئة العمرانية الغائبة عن ابجاديات مسوؤلي المدينة عبر مراحل مختلفة من الزمن، فمن الشرق تجمع بوعباز والمقبرة المسيحية، ومن الجنوب تجمعات "الماتش" وبولكروة، ومن الشرق واد الوحش وتجمعات المحاذية للمستشفى الجديد بعيسى بوالكروة، مما يعطي لوحة قاتمة لمدينة لم تعد تتوفر فيها مقومات السياحة. كما أن كل المشاريع السابقة اللاحقة للقضاء على هذه الجيوب العمرانية المأسوية، لم تستثمر لأن القائمين عليها، ليست لهم قناعة ذاتية في الأساس للمبادرة الحقة والجادة دون خلفيات يعلمها إلا الله. البداية كانت استفادة تمت الاستفادة من هذا المشروع الذي يضم 144 سكن ريفي، ببلدية فلفلة على مرتفعات واد القصب بمنطقة بوزعرورة شرق مدينة سكيكدة، أنجزت من قبل مقاولين، استفادت 61 عائلة كانت الأغلبية منها، تتخذ من الفتوي مأوى لها، ولا يوجد من لا يعرف الفتوى بسكيكدة، فهي مجمع للسكنات القصديرية، تنعدم بها أدنى المرافق الصحية والظروف الحياتية الكريمة، محاصرة بمصبات للمياه القذرة، لتنتشر الروائح الكريهة، وتعم الأمراض المختلفة، في بيئة لا إنسانية. للمستنفيدين مقررات الاستفادة بناءا على الأوضاع التي كانوا يعيشونها. وللأسف، ما تزال تلك الأوضاع لم تتغير بل تكرست أكثر، وقد مرت ملفاتهم للتمحيص الإداري لعدة مرات، وعاينت مصالح الحماية المدنية ومصالح الأمن، أوضاعهم تلك،وفي الأخير تقرر بلدية فلفلة في إعانتهم بمساكن ريفية تحفظ كرامتهم من الذل، وتحقيق مشروع رئيس الجمهورية في انجاز مليون وحدة سكنية بشتى الصيغ، للمواطن الذي أثقلته محن وتكاليف العيش الصعبة، إلا انه من المؤكد أن المشروع الطموح لسيادة رئيس الجمهورية لن يعرف له طريقا ، بولاية سكيكدة، أين المشاريع المعطلة، والتي لن يفرج عنها لأسباب أكثر ما يقال عنها، أنها مضحكة كجمعية حي منعت انجاز مشروع بسيط ب38 سكنا، لمطالبتها ظلما بقطعة أرض كمساحة خضراء بالمقابل الحي يوجد في أسوأ الأوضاع. "المستفيدون في شرح لظروفهم" رحلة تسوية الملفات الإدارية مر المستفيدون، حسب محدثينا، بمرحلة عصيبة، يحدثنا البعض عن الإجراءات الإدارية المعقدة والتي أخذت كل وقتهم ، ناهيك عن جمع الأموال من أجل دفع ثمن الأرضية المقدرة ب03 ملايين سنتيم، كما كان الحصول على الاستفادة من الإعانة الريفية والمقدرة ب50 مليون، لها حكاية أخرى. وبالرغم كل ذلك تمكن كل السكان من تسديد كل المستحقات وتسوية الوثائق التعجيزية التي طلبتها الهيئات المعنية، وعائلات رهنت كل ما تملك ، وقامت ببيع مصوغات النساء، وكل ما هو ثمين، حتىتتمكن من فض هذا الإشكال، وسد كل الثغرات غير المحسوبة العواقب، فالإدارة هددت البعض بالإسراع في تسديد المستحقات وإلا كانت الاستفادة في خبر كان، فقد اطلعنا على مراسلة لدائرة سكيكدة، بتاريخ 07 نوفمبر من سنة2006 تحت رقم 3167، تتعلق بتسديد ثمن الأرضية والتي أمرت من خلالها المستفيدين من سكن ريفي بموقع بوزعرورة – واد القصب - ، وذلك لغرض انجاز عقد الملكية، بتسديد ثمن هده الأخيرة والمقدرة ب03 ملايين، لكل مستفيد. الإدارة تتم طل وتتباطأ بعد القيام باجرات القرعة من قبل اللجنة المكلفة بتوزيع هذه السكنات، خلال شهر ديسمبر من السنة الماضية،وكانت الأغلبية من العائلات حاضرة، لتتوقف العملية دون سابق إنذار، ناهيك عن الانتظار الذي قارب سنتين، والوضعية الكارثية التي يعيشها أغلب المستفيدين، أقدمت العديد من العائلات على الاتصال بمصالح دائرة سكيكدة، للاستعلام بتاريخ التوزيع ، خصوصا وأن تلك السكنات قاربت على الانتهاء من الانجاز، والبعض من المستفيدين بدات المشروع ومن مناطق أخرى، كمنطقة المطار القديم بحمادي كرومة، وبعض المناطق الأخرى، ليكون الرد في كل مناسبة، بأن التوزيع سوف يتم في الأيام القريبة، ليستمر الحال على ما هو عليه لمدة زمنية أثارت الريبة والشك في العملية. وقد تحولت تلك السكنات التي تظهر من الخارج وكأنها منتهية وتستعد لاستقبال سكانها، كارثية من الداخل، فالحيطان غير موجودة، والأرضية غير مسوية، ويظهر أن زوار الليل وأصحاب الأخلاق الدنيئة قد مارست طقوسها الفاسدة، وكانت مرتعا للشيطان وأتباعه. وراء كل دخان نار مشتعلة في سياق حديثنا مع السكان المقتحمين سكناتهم، ببوزعرورة أكد لنا الكثير من الحاضرين أن السبب الحقيقي وراء الإلغاء هو تأكيد للإشاعات التي كانت تجول هنا وهناك بان العديد من السكنات والتي قاربت 24 سكن ، تحصلوا عليه أشخاص غرباء وبطرق التوائية، مقابل 20 مليون سنتيم، عن طريق أيادي خفية، دون وثائق رسمية ودون المرور بالاجراءت القانونية المتبعة في هدا الأمر، كالعائلة التي تحصل أفرادها على ثلاثة استفادت دون وثائق، والتي كانت تقطن بالقرب من جامعة سكيكدة بالحدائق. والنهاية كانت طامة الإلغاء بعد مرور سنتين من الانتظار المفعم بالأمل، للانتقال إلى سكناتهم التي كلفتهم كل ما هو غالي ونفيس، ناهيك عن الإجراءات الإدارية والبيروقراطية التي تتسم بها إدارتنا الموقرة، ليتفاجأ المستفيدين من إشاعة تحولت بقدرة قادرة إلى واقع مأسوي، نزل على تلك العائلات التي لم تجد من أمر تفعله، بعد صد كل المنافذ في وجهها، باقتحام سكناتها، والاتفاق على عدم سحب الإلغاء الذي يرونه، ظلم وحقرة من قبل الإدارة المعنية، التي لم ترفق الإلغاء بأي سبب مبرر كان أو غير مبرر، لتترك المجال لكل التأويلات. الحيرة والبؤس، سمات كانت بادية على العائلات التي كانت مرفقة بأبنائها، كعائلة غربي محمد التي تنهش الأمراض، جسمه النحيل لتتكفل الزوجة بأهم الأمور العائلية، وتربية الأولاد الأكبر يقارب 20 سنة من العمر، إضافة إلى التكفل بالزوج، ورعايته صحيا، فالعائلة طردت من مسكن بحي الإخوة عياشي بوسط لبلاطان بفلفلة، كانت تتخذه مأوى لها مند 10 سنوات، لتجد نفسها في الشارع، وبعد معاناة ورحلة "الكراء" هنا وهناك، استفادت من هذا المشروع للسكن الريفي، الذي كان حلما لها، يلملم شتات العائلة، ويقيها من تعاسة الشارع، لتجد نفسها مرة أخرى، في الشارع، دون مبرر ولا سبب.