يعرف إنتاج السمك بولاية الشلف تراجعا ملحوظا خلال الثلاثي الأول من هذه السنة مما ساهم بطريقة مباشرة في ارتفاع أسعارها التي وصلت في بعض الأسواق إلى حدود ال 220 دج للكيلوغرام الواحد. سمحت الجولة التي قامت بها "الأمة العربية" إلى مختلف النقاط المهمة عبر الساحل الشلفي المختصة في إنتاج الثروة السمكية بالولاية من تسجيل عدة نقاط أهمها إجماع الصيادين ذوي الخبرة الطويلة في الميدان على أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السردين والسمك هذه السنة هو رداءة الأحوال الجوية خلال هذه الفترة التي دامت لمدة تجاوزت الشهرين ما حتم على هؤلاء تقليص خرجاتهم عبر السفن المشكلة أغلبيتها من الأسطول المحلي. من جهة ثانية قدرت مديرية الصيد البحري لولاية الشلف كمية الإنتاج خلال الثلاثي الأول من هذه السنة بحوالي 700 طن منها 530 طن أسماك سطحية صغيرة يشكل فيها السردين نسبة 80 بالمئة ضف إلى ذلك 91 طن من الأسماك البيضاء و40 طنا من القشريات والرخويات..هذه الكمية المسجلة خلال الثلاثي الأول من هذه السنة اعتبرها العارفون بشؤون القطاع ضئيلة مقارنة بالكمية المسجلة خلال نفس الفترة من سنة 2008 حيث بلغت كمية الانتاج حوالي 900 طن مايدل على التراجع الملحوظ في الكمية الذي تعود أسبابه أيضا إلى نقص الثروة السمكية وندرة الأسماك السطحية الصغيرة في حوض المتوسط، كما فسرها بعض الخبراء بعدم التزام صيادي المنطقة بخرائط من شأنها تحديد المناطق التي تتواجد فيها الثروة السمكية والاعتماد على المناطق المتعارف عليها .. وفي ذات السياق كشف مسؤول بمديرية الصيد البحري بالولاية أن سبب ندرة الأسماك وغلائها هذه السنة يعود إلى الدور الذي يلعبه الوسطاء أيضا من خلال احتكار السوق واستغلال المناسبات للتحكم في الأسعار ما يؤثر بالدرجة الأولى على المستهلك الذي يجد نفسه مجبرا على عدم اقتناء هذه المادة واقترح كحل بديل لتمكين المستثمرين الخواص والأجانب من تطوير هذا القطاع من خلال إنجاز وتطوير مشاريع تربية المائيات التي ستقلص بنسبة كبيرة من العجز المسجل في القطاع والاعتماد على الطرق الحديثة المعمول بها في الدول الأوروبية قصد تطوير إنتاج الثروة السمكية في بلادنا ..كما أكد نفس المتحدث أن الأسطول البحري بساحل الولاية يتكون من 14 سفينة جيبية 50 سفينة صيد للسردين تضم 1764 مسجل بحري بلغت نسبة إبحارهم هذه السنة 36 بالمئة بسبب الظروف المناخية الصعبة التي اجتاحت السواحل خلال الفترة الماضية. من جهة أخرى أكد المتحدث بأن نسبة إنجاز ميناء المرسى بلغت حدود ال 80 بالمئة هذا المشروع الضخم سيساهم بقسط كبير في رفع الإنتاج كذلك والقضاء على نسبة كبيرة من البطالة المفتشية في الوسط الشباني بالسواحل الشلفية.