جدد العشرات من سكان منطقة الأربعين هكتار بعاصمة ولاية جيجل، نداءاتهم إلى السلطات الولائية والمحلية، معبرين عن احتجاجهم على الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، والتي تدهورت بشكل غير مسبوق جراء التقلبات المناخية الأخيرة والتي أدت إلى تصدع عدد من البيوت التي يقيم فيها هؤلاء مع موجة البرد والأمطار والثلوج التي تشهدها الولاية منذ أسبوع، حيث طلب هؤلاء بضرورة الإسراع في ترحيلهم إلى مساكن جديدة وإنهاء معاناتهم، خاصة مع تواصل الإضطرابات الجوية وتساقط كميات معتبرة من الثلوج، والتي جعلت الحياة بهذه البيوت منعدمة تماما بحسب بعض السكان الذين سبق لهم وأن أقدموا مع بداية الأسبوع الماضي ومع نهايته إلى النزول إلى قلب مدينة جيجل، وبالضبط إلى مخرجها الغربي، من أجل الاحتجاج والتنديد بأوضاعهم المعيشية، إلى درجة قطعهم للطريق المؤدي إلى عاصمة الولاية بسبب ما أسموه بتماطل السلطات في إيجاد حل نهائي لوضعيتهم، سيما بعد علم هؤلاء بأخبار حول إقدام هذه الأخيرة على ترحيل بعض العائلات القاطنة بمنطقة المقاسب. .. وسكان حي الإخوة بوقطة بعاصمة الولاية يشلون الحركة بالمدينةالجديدة تواصلت حركة الاحتجاجات بحي الاخوة بوقطة بمدينة جيجل، حتى مساء أول أمس، عقب وفاة الشاب الذي كان يرقد بالمستشفى بعد أن أصيب قبل أسبوع بصعقة كهربائية، حيث أقدم العشرات من شبان الحي على قطع الشارع الرئيسي المؤدي إلى الأحياء العلوية للمدينة بحي الفرسان، باستعمال المتاريس والعجلات المطاطية المشتعلة، وبمجرد عودتهم من المقبرة بعد تشييع جنازة الضحية وتواصلت هاته الاحتجاجات بعد تلك التي أقدموا عليها يوم الأربعاء الفارط للمطالبة بتغيير مسار خطوط الكهرباء ذات الضغط العالي، العابرة فوق بيوتهم. للإشارة، الحركة الاحتجاجية خلقت شللا كبيرا بوسط المدينة التي لم تشهد احتجاجات من هذا النوع منذ مدة طويلة. وقد لجأ المحتجون إلى قطع الطريق الذي يربط حي الفرسان بالمدخل الشرقي لمدينة جيجل، وبالضبط بمحاذاة الثكنة العسكرية من خلال الإستعانة بالمتاريس والعجلات المطاطية، قبل أن يقدم المحتجون بعد حوالي ساعة من بداية الإحتجاجات على غلق محاور أخرى بالقرب من نفق أيوف، وهو ما استدعى إرسال تعزيزات أمنية إلى عين المكان بغرض السهر على تنظيم حركة المرور ومراقبة الوضع عن كثب. وقد رفع المحتجون شعارات تنادي بازالة الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي التي تمر فوق منازلهم والتي تسببت في العديد من الحوادث القاتلة خلال الفترة الماضية دون أن تحرك الجهات الوصية ساكنا لإزالتها بدعوى أن وجودها يعود الى العهد الإستعماري وأنها وجدت قبل تشييد السكنات التي يطالب أصحابها بازالة هذه الأسلاك، وهو ما يفسر بقاء الأمور على حالها رغم الشكاوي التي قدمها سكان البيوت المتضررة من هذه الأسلاك. .. والمقصون من السكن بحي حراثن مستاءون أكد مواطنون يقطنون بحي حراثن، الواقع ببلدية جيجل أنهم لن يسكتوا أبدا عن إقصائهم من الاستفادة من حقهم في السكن. وقد وصفوا إقصاءهم ب "غير الشرعي"، طالما أنهم يعيشون في بيوت قصديرية تنعدم بها أدنى الشروط الضرورية للحياة، متسائلين عن المعايير التي اعتمدت من طرف الجهات المختصة في تحديد قوائم المستفيدين من السكنات الجاهزة التي تم توزيعها مؤخرا، وموضحين أنهم لن يكتفوا بالاحتجاجات السابقة أمام مقر الولاية، وإنما سيصعدون احتجاجاتهم حتى تحقيق مطلبهم وهذا بإسكانهم كغيرهم من قاطني البيوت القصديري. وفي ذات السياق، أكد مصدر محلي أن الفئة المقصية من السكن تمثل عشرات المواطنين الغرباء، الذين أقاموا بيوتا قصديرية حديثا بحي حراثن بعد إحصاء 2007 الذي اعتمد كحد فاصل بين أصحاب البيوت القصديرية القدماء والغرباء الجدد، الذين أقاموا أكواخا بغرض التحايل لإدراجهم في قوائم المستفيدين من السكنات الموزع.