يحتل الوضع الاقتصادي الهش في اوروبا واصلاحاتها، الحيز الاكبر من مناقشات وزراء المال وحكام المصارف المركزية في مجموعة العشرين التي بدأت السبت في مكسيكو. والتقى وزراء وحاكم المصارف المركزية في المجموعة التي تضم دولا غنية وناشئة في العاصمة المكسيكية، لمناقشة وضع اقتصادي يشهد توترا كبيرا بسبب قضية الدين العام في منطقة الأورو. وكانت اليونان اطلقت، الجمعة، اوسع عملية لاعادة هيكلة الدين في التاريخ، يفترض ان تسمح بشطب 107 مليارات أورو كانت استدانتها، وبارجاء موعد تسديد 99 مليارا اخرى مترتبة عليها للقطاع الخاص وخفص معدلات الفائدة عليها. واستغرقت تسوية مشكلة دين اليونان اشهرا، لكن لا يبدو ان منطقة الأورو نجت منها. واكد حاكم المصرف المركزي المكسيكي اوغستين كارستنز "لا احد يستطيع القول ان الازمة انتهت"، واضاف انه "من الضروري ان تطبق السلطات الاوروبية بسرعة اجراءات في اطار سياسة اقتصادية لاعادة الثقة"، معتبرا ان ذلك "سيؤدي الى خلق اوضاع تعزز رغبة الشركات في الاستثمار وتزيد فيها العائلات نفقاتها بينما سيعود اهتمام المستثمرين بالدين العام الاوروبي". من جانبها، حضرت وفود المانيا وفرنسا وايطاليا، اضافة الى وفد الاتحاد الاوروبي العضو ايضا في مجموعة العشرين، لاعطاء ضمانات لشركائها بان الازمة اليونانية ستظل حالة معزولة بفضل الاجراءات التي اتخذت لمنع انتقالها. ويتحدث وزراء العالم اجمع عن "اجراءات لمنع انتقال الحريق" لتعريف ما ينتظرونه من اوروبا لمنع انتشار الازمة وابقاء اليونان "حالة معزولة"، كما وعد الاوروبيون. وقال وزير الخزانة الامريكي تيموثي غايتنر: "يجب ان تقوموا بهذا العمل بسرعة وان تعملوا على تنفيذ وعودكم". ولا يتوقع ان تتخذ قرارات كبيرة في مكسيكو الذي يبدو اجتماعا تمهيديا لاجتماع جديد لوزراء المالية في افريل، وخصوصا لقمة مجموعة العشرين في لوس كابوس (شمال غرب المكسيك) في جوان. كما يأتي الاجتماع قبل قمة اوروبية في الاول والثاني من مارس يفترض ان يحدد، خصوصا ابعاد الآلية الاوروبية للاستقرار المرتقب ان تدخل حيز التنفيذ في جويلية، وعبر الامين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية المكسيكي انخيل غوريا عن اسفه لذلك. وقال السبت "يقولون إن اجراءات الوقاية ستكون جاهزة في مارس. لم يبق سوى ايام لذلك وكل يوم تكون كلفة القلق والتردد هائلة". واكد غايتنر ان "اوروبا تحقق فعلا تقدما لاقناع العالم بانهم لن يسمحوا بخلل مالي كارثي في القارة"، واضاف "آمل واتوقع ان نرى استمرارا لجهود الاوروبيين (...) اذا فعلوا ذلك فسنتمكن من التركيز على قضايا اخرى" في مجموعة العشرين. وسيناقش المشاركون ايضا موارد صندوق النقد الدولي