غالبا ما اتسم الاحتفال بذكرى الثورة على الصين في العاشر من مارس 1959 في عاصمة التيبت لاسا، باضطرابات في المناطق التيبيتية في الصين، لكن السلطات الصينية شددت هذه السنة الرقابة على الاديرة البوذية لتجنب وقوع حوادث.في تصريح لوكالة فرانس برس، قال راهب في دير كومبوم الكبير (تارسي باللغة الصينية) في ولاية كينغهاي (شمال غرب) "لا، لم نقرر القيام بأنشطة للاحتفال بهذا اليوم". وينتمي دير كومبوم الى مدرسة غيلوغبا (القلنسوات الصفر) التي تعتنق تعاليم الدالاي لاما.واضاف هذا الراهب الذي لا يريد الكشف عن اسمه خوفا من الانتقام منه، "يخضع ديرنا في الوقت الراهن لرقابة صارمة، والوقت ليس ملائما للتحدث في هذا الموضوع". وفي منطقة التيبت التي تتمتع بحكم ذاتي في غرب الصين، جردت السلطات حملة قمع تقوم بها الشرطة، مع اقتراب العاشر من مارس، الذي يطلق عليه التيبيتيون اسم "يوم الانتفاضة". وقال الرئيس الصيني هو جنتاو الجمعة في بكين "يجب الحفاظ على الاستقرار والوئام في التيبت، فيما من الضروري تشديد الادارة الاجتماعية وتحسينها". وبرز هو جنتاو في مارس 1989 بصفته مسؤول الحزب الشيوعي في التيبت واقدامه حينها على قمع الاضطرابات بالحديد والنار. ولم يعد في وسع عدد كبير من سكان التيبت تحمل القمع الديني والثقافي الذي يتعرضون له وما يعتبرونه هيمنة متزايدة لاتنية الهان التي تشكل الاكثرية في الصين. واقدم 26 تيبيتيا ومعظمهم من رهبان سيشوان البوذيين على حرق انفسهم او حاولوا حرق انفسهم قبل عام بعد ان استبد بهم اليأس. وعلى جري عادتها، اتهمت الحكومة الصينية "زمرة الدالاي لاما" بتأجيج الاضطرابات، وشددت ايضا الرقابة على انشطة الاديرة، بارسال مندوبين اليها وتنظيم حلقات "اعادة تثقيف سياسي". وعلى رغم هذه التدابير، تعرض على الملأ صور للزعيم الروحي للتيبيتيين، الذي يعيش في المنفى منذ فشل الانتفاضة في 1959، في بعض قاعات كومبوم. ويتم ادخال الزائرين ايضا الى قاعات اخرى سرية يختلي فيها الرهبان ويرفعون الصلوات امام الصور الكثيرة للدالاي لانا الذي يبلغ اليوم السادسة والسبعين من عمره ويتحدر من قرية كينغهاي. ويتحدث رهبان كومبوم عن وجود قوي للشرطة حول الدير منذ الاضطربات التي وقعت في لاسا في مارس 2008 وامتدت الى مناطق تيبيتية اخرى. واذا كان معظم عمليات الانتحار حرقا او محاولات الانتحار حرقا قد حصل في اقليم سيشوان المجاور، فقد احصيت عملية انتحار واحدة حرقا في كينغهاي.وقال باري سوتمان الخبير في الشؤون التيبيتية "لم تحصل عمليات انتحار بحرق النفس في منطقة التيبت التي تتمتع بحكم ذاتي ويعيش فيها مع ذلك نصف التيبيتيين" الذين يناهز عددهم الاجمالي ستة ملايين نسمة. وفي ضواحي دير كومبوم، يتعايش الرهبان التيبيتيون سلميا على ما يبدو مع اتنية الهان والاقليات الاخرى كالمغول.ويتابعون عن كثب ايضا المواقف السياسية للدالاي لاما، وكذلك المواقف التي تتخذها بكين حول مستقبل التيب. وقال احد هؤلاء الرهبان "الحكومة تتهم الدالاي لاما بأنه يريد الاستقلال، لكنه دائما ما يقول انه يريد توسيع الحكم الذاتي للتيبت، على غرار نموذج "بلد بنظامين" الذي منحته الصين لهونغ كونغ"، واضاف "ننتظر عودته الى التيبت".