أصدرت محكمة صينية أحكاما بالسجن على 17 شخصا لفترات بين ثلاثة أعوام والسجن مدى الحياة يوم الثلاثاء لدورهم في أعمال الشغب التي اندلعت في التبت وأثارت احتجاجات مناهضة للصين قبل دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها بكين في اوت. وألقت الصين باللوم على الزعيم الروحي للتبت الدلاي لاما وحكومته في المنفى في التخطيط لاعمال الشغب التي أسفرت وفقا لبكين عن مقتل "18 مدنيا بريئا" على أيدي الحشود في لاسا العاصمة الاقليمية للتبت الشهر الماضي. وذكر التلفزيون الصيني أن المحكمة أصدرت الاحكام في "محاكمة مفتوحة" حضرها أكثر من 200 شخص بينهم رهبان بوذيون ومسعفون "وحشود من مختلف جوانب الحياة". وهذه هي المجموعة الاولى من الاحكام التي تعلن منذ أعمال العنف التي اندلعت في 14 مارس اذار وحملة القمع الصينية التي أدت الى احتجاجات وتعطيل لمسيرة الشعلة الاولمبية في شتى أنحاء العالم خاصة في لندن وباريس وسان فرانسيسكو. وقالت وكالة الصين الجديدة للانباء (شينخوا) ان سبع مدارس وخمسة مستشفيات و120 منزلا أشعلت بها النيران كما تعرض 908 متاجر للنهب في أعمال العنف. وتزيد التكلفة الاجمالية لاعمال العنف عن 244 مليون يوان (35 مليون دولار). ونقلت الوكالة عن المحكمة قولها ان سيونام نوربو وهو سائق بشركة عقارات في لاسا والراهب باسانج صدر ضدهما حكم بالسجن مدى الحياة. وأضافت أن سيونام نوربو كان ضمن حشود أشعلت النيران في سيارات في ميدان بالقرب من دير جوهكانج وهشمت نوافذ مراكز للشرطة وألقت حجارة على عربات اطفاء وهاجمت رجال الاطفاء. ومضت المحكمة تقول ان الراهب باسانج قاد عشرة أشخاص بينهم خمسة رهبان لتدمير مكتب حكومي محلي وتحطيم أو اشعال النيران في 11 متجرا وسرقة متعلقات نفيسة ومهاجمة رجال شرطة. وكان بعض السياسيين الغربيين حثوا زعماء العالم على مقاطعة حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية كما كرر ذلك كبير الاساقفة الجنوب افريقي ديزموند توتو الحاصل على جائزة نوبل للسلام. وحث البرلمان الاوروبي أيضا زعماء الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي على الابتعاد عن الافتتاح الا اذا بدأت الصين محادثات مع الدلاي لاما. وفيما يبدو وكأنه اذعان للضغط الدولي قالت بكين يوم الجمعة الماضي انها ستجري محادثات مع مبعوثين للدلاي لاما.