سيد أحمد غزالي "بابا أبو فراشة"، رئيس الحكومة الأسبق، صمت دهرا ونطق كفرا. فبعدما قطع صحراء الصمت والنسيان، وبعد الخراب الذي حل في عهده، جاء ليعلن اليوم أن هذا النظام أخطر من "الفيس"، كأنه يريد أن يقول للعالم إن النظام الذي كان فيه ليس هو نفسه هذا النظام. ومن غرائب "بابا أبو فراشة"، أنه تبرأ من هذا النظام، معتبرا نفسه ليس ابن النظام، بل رجل دولة. ولو كان فعلا رجل دولة والرجال قليل للعن هذا النظام يوم كان يرى أنه ابن شرعي له، حين توج برئاسة الحكومة وقبلها بالوزارة وقبلها بتزعم "سونطراك". مشكلة السياسيين عندنا، أنهم يسبّحون بحمد النظام ليل نهار حين يكونون داخله، وحين تغلق عليهم أبواب المسؤولية، يلعنونه ويلعنوا من وراءه والذين من حوله. مع الأسف لن يهتم أحد لكلام "بابا أبو فراشة"، لأن الكثير من المسؤولين انتهجوا نهجه حين مروا عبر دروب الصحراء وانتظروا أن تفتح عليهم ليلة قدر المسؤولية، ولكن ليلة القدر بقيت مغلقة إلى إشعار غير معلوم، والسنون تمضي والعمر لم يبق منه سوى بعض الأعوام، فما كان منهم ومعهم غزالي سوى استعمال آخر طلقة بارود، ومع الأسف الموجودون في العرس كلهم طرشان، لذا لن يسمع أحد لرئيس الحكومة الأسبق ولا لغيره، كنا سنسمعه ونباركه لو قال هذا الكلام وهو في هرم المسؤولية، وأشار بأصبعه إلى هذا وذاك الذين قال عنهم إنهم يتحكمون في الجزائر منذ وفاة هواري بومدين، وهم غير معروفين للرأي العام، لكن أن يتكلم عن المجاهيل والعامل المشترك الذي يجمعهم دون أن يعطي حلا للمعادلة، فلا يسعنا إلا أن نقول فعلها من قبلك بلعيد عبد السلام وحاول فضح الذين أخرجوه من الباب الضيق، لكنه أثار زوبعة في فنجان وبقي "يلڤط في النوار"، ومثله أنت اليوم سجلت هدفا في الدقيقة التسعين بعد انتهاء المباراة. لذا، نصيحة لك أن تبقى في حديقة بيتك " تلڤط النوار" واستأنس بأغنية الرميتي "أنا وسيد أحمد غزالي ويانا نلڤط في النوار".