الخطاب السياسي عندها يحتاج إلى تجديد حركة قال أبوجرة سلطاتي رئيس حركة مجتمع السلم في إحدى تصريحاته إنه لا يطمح في الحقيبة الوزارية، بل إلى ما هوأعلى، يطرح سؤالا واحدا وهو أن أبوجرة سلطاني يطمح في الوصول إلى قصر المرادية، ولا شك أنه آجلا أم عاجلا سوف يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية ليحقق دولة الحق والقانون يصبح الحزب فيها كما قال معتمدا بشعار كانت حركة مجتمع السلم أول الأحزاب السياسية التي نادت به وأن يكون رئيس الحكومة الجديد غير متحزب، وأن لا تجري انتخابات برئيس حكومة أو وزير أول متحزب، وتعيين رئيس الجمهورية سلال على رأس الحكومة، ربما يجعل حمس في مأمن من الخطر، في تجسيد برنامجها السياسي، خاصة وخطاب الرئيس الذي ألقاه في الخامس من شهر أفريل السنة الماضية جعلها أكثر اطمئنان على تحقيق حلم التكتل السياسي، ويدفعها إلى الدخول بقوة الانتخابات المحلية. السؤال الذي يمكن أن يطرح هو: هل تعيين سلال على رأس الحكومة من شأنه أن يستجيب لتطلعات أبوجرة سلطاني، في تغيير النظام وتحقيق الإصلاحات العميقة؟ طالما المشكلة في رأيه هو ليست في الدستور، ولو أن هذا الأخير في حاجة إلى إعادة صناعة لاسيما المادة 78 منها، دون المساس بالمواد الصمّاء كما قال، وهي "الإسلام، الأمازيغية واللغة العربية"، وإنما في تأسيس منظومة قانونية لا تحتاج إلى تدخل "الآخر" من أجل حل المشكلات، وكان موقف حركة مجتمع السلم واضح من مسألة تعديل الدستور من خلال تصريحات رئيس الحركة الذي ما فتئ يؤكد أن الدستور لن يمر على البرلمان، لأن التغيير سيكون جذريا وسيمر على الاستفتاء الشعبي وانه ستكون هناك ثورة في تعديل الدستور، بحكم أن رئيس الجمهورية فتح الباب على مصراعيه لتغيير الدستور تغييرا جذريا. ويبدو أن زعيم حمس مطمئن على مستقبل حزبه سياسيا، بل أكثر تفاؤلا بنجاحه وهو الذي قال: "إن الشعب الجزائري له عقلية إسلامية"، لاسيما ومواقف الحركة كما صرح رئيسها في كثير من المرات تميز بين الرأي والقرار، ولا تهتم ب "الرجال" بقدر ما تهتم بالمضامين، وأن الخطاب السياسي عندها يحتاج إلى تجديد، ولأنها تعي بأن التهديد بالهراوة انتهى زمانه، فقد كان الحوار عندها هوالحل في علاج مشاكلها الداخلية، ولم يضعفها انسحاب أكبر عضو في الحركة، وهو رئيس حزب "تاج" وتبعه الكثيرون من أنصار الحركة وغير المنتمين إليها، وكذلك المواطنين. وإذا كان أبوجرة سلطاني يطمح في الوصول إلى كرسي المرادية صرح من قبل عندما أكد أنه لا يرغب في الحقيبة الوزارية، بل إلى ما هو أعلى، فهذا يعني أنه آجلا أم عاجلا سوف يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2014. هذه التصريحات تطرح الكثير من التساؤلات، موقف "الأفلان" و"الأرندي" من ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، وهل اعتماد الداخلية لحزب تاج هو من أجل غلق الباب أمام سلطاني؟ وهذا قد يضع سلطاني أمام واقع مفروض عليه؛ وهو البحث عن أحزاب أخرى ب "وزن ثقيل" يتحالف معها، غير الإصلاح والنهضة، وهو الذي أكد في تصريحات سابقة أن حركته هي مع الإسلاميين المعتدلين ولا تقبل العنف.