سيجد آلاف المستخدمين أنفسهم مضطرين إلى تأجيل أو تجميد عطلهم الصيفية، نظرا للأجندة السياسية المتعلقة بتنظيم الإنتخابات المحلية، المتوقع أن تجرى في السادس من سبتمبر القادم، في تقديم زمني إضطراري، من بين أسبابه حلول شهر رمضان وكذا الدخول الإجتماعي والمدرسي من بين المعنيين بمراجعة رزنامة العطل السنوية، الإداريون العاملون بالبلديات والدوائر والولايات، التي ستنشغل بتحضير العملية الإنتخابية، وهي المهمة التي ستنطلق قريبا، على إعتبار الشروع الدوري والروتيني في مراجعة القوائم الإنتخابية، الأمر الذي سيحرم الإداريين من الحصول على عطلهم هذا الصيف، في الوقت المحدد ومثلما تعودوا على إختيار الفترة التي تناسبهم خلال أشهر جوان، جويلية وأوت على وجه التحديد. كما ستضطر مختلف أجهزة الأمن والشرطة والدرك الوطني، المعنية مباشرة بتأمين العملية الإنتخابية، إلى تأجيل عطلهم الصيفية، إلى ما بعد إجراء الإنتخابات المحلية، علما أن أفراد مصالح الأمن، سيدخلون هذه الأيام، في "حالة التأهب"، إستعدادا للمواعيد المرتبطة بحراسة مراكز إمتحانات شهادات التعليم الأساسي والمتوسط وكذا الباكالوريا، وهو ما يمنع عناصر الأمن خلال هذه الفترات، من مغادرة أماكن عملهم أو الإستفادة من عطلة. مصالح الحكومة والوزارات، خاصة وزارات الداخلية والجماعات المحلية والعدل والخارجية والإعلام، ستكون هي الأخرى، معنية مباشرة، بإعادة النظر في برنامج العطل الصيفية لهذه السنة، حيث ستنشغل الإدارة بفحص وغربلة قوائم المترشحين، وعقب الإعلان عن تجديد الثقة في الحكومة الحالية، أو تغييرها أو تعديلها، تبعا للإنتخابات التشريعية التي جرت في 17 ماي الماضي، سيتم رسميا تنصيب اللجنة الوطنية التحضيرية للإنتخابات المحلية، التي سيرأسها رئيس الحكومة، بما يعني أن أعضاء الجهاز التنفيذي "سيمنعون" من الخروج في عطلة. قطاع الإعلام والصحافة، معني هو الآخر، بمراجعة نظام العطل الصيفية، حيث سيجد أغلب الصحافيين العاملين، خاصة في القسم السياسي والوطني، أنفسهم مرغمين على تجميد عطلهم أو تقديمها إلى شهري جوان وجويلية، أو تأخيرها إلى ما بعد تنظيم الإنتخابات البلدية والولائية. الأحزاب السياسية، هي أيضا ستحرم كوادرها وهيئات أركانها من الحصول على عطلهم والإستجمام على شاطئ البحر، حيث ستشرع هذه الأيام، القيادات الحزبية وقواعدها النضالية، في التحضير للعملية الإنتخابية، بإعداد القوائم الإنتخابية وإنتقاء المترشحين للمجالس البلدية والولائية، وهي العملية التي تحتاج العمل ليلا نهار، في إنتظار حلول موعد إنطلاق الحملة الإنتخابية، التي ينتظر أن تبدأ في النصف الثاني لشهر أوت على أقصى تقدير. وطبقا لدوافع "الضرورة الإنتخابية"، فإن ولاة الجمهورية ورؤساء الدوائر والأميار والأمناء العامون للولايات والدوائر والبلديات، سيمنعون هذا الصيف من "مغادرة" مناصبهم، "إلا للضرورة القصوى والحالات الإستثنائية القاهرة"، وذلك إلى غاية إنقضاء "آجال" العملية الإنتخابية الخاصة بتجديد المجالس المحلية المنتخبة. وقد شرعت مختلف الإدارات والهيئات الرسمية المعنية بتحضير الإنتخابات، في تبليغ موظفيها بقرار مراجعة رزنامة العطل الصيفية، وينتظر أن تتأخر عطل ألاف المستخدمين عبر مصالح الحكومة والإدارات والوزارات والصحافة والأمن والمصالح القضائية والهيئات الدبلوماسية بالخارج، إلى ما بعد عيد الفطر القادم. جمال لعلامي:[email protected]