"الأورو" يسجل أعلى مستوى له أمام الدينار في تاريخ التحويلات المالية بين العملتين وكان سعر العملة الأوربية قد بلغ في الثالث مارس من العام الجاري، 93,37 دينار، ليشرع في الارتفاع تدريجيا ليصل بعد شهر إلى مستوى 98 أورو، قبل أن يتجاوز عتبة المائة دينار في العاشر من ماي المنصرم. ويعرف سعر "الأورو" في السوق الموازية التهابا لافتا، حيث بلغ سعر البيع أكثر من 125 دينار، وهي من أعلى المستويات المسجلة في الأشهر الأخيرة، مع الإشارة إلى أن هذا السوق يمثل جزءا مهما من التحويلات المالية بين العملتين، رغم مساعي الحكومة المعلنة للقضاء على الظاهرة، والتي استفحلت بسبب التضييق الكبير المسجل على الأصعدة المالية في البلاد. ويتزامن هذا الارتفاع ببدء موسم الاصطياف، الذي يتسم بدخول أعداد كبيرة من المهاجرين والمغتربين إلى أرض الوطن، إلى جانب ذهاب أعداد مهمة من السياح الجزائريين إلى أوربا، بالتزامن مع تخفيضات وخصوم هامة تقوم بها شركات الطيران والنقل البحري، مما يرفع من مستوى التحويلات المالية بين دول الاتحاد الأوربي والجزائر. وكانت الجزائر قد لجأت إلى خفض قيمة العملة الوطنية إلى أكثر من ربع قيمتها، على مرتين، بعدما تهاوى "الأورو" نهاية الخريف المنصرم، بسبب الأزمة المالية العالمية، ليسجل أدنى مستوياته ب 81 دج في 27 أكتوبر المنصرم، وهو ما ألحق خسائر كبيرة بالمصدرين الجزائريين، على قلتهم. وأدى تدخل السلطات المالية الجزائرية إلى إنعاش سعر صرف "الأورو" ومعظم العملات الأساسية مقابل الدينار في الأشهر الأولى من هذا العام.