تأثرت بشكل كبير من الأزمة والارتباك الاقتصادي والمالي العالميين تأثرت أسعار المواد الأولية سنة 2012 بشكل كبير بالأزمة والارتباك الاقتصادي الذي ميز الأسواق، ومنها الأسواق المالية. وتراوحت أسعار النفط التي تشكل احد المؤشرات الاقتصادية سنة 2012 بين 92 و125 دولار للبرميل الواحد، لتنتهي خلال الأسبوع الأخير من السنة بارتفاع نتيجة الاتفاق حول الضرائب الذي صادق عليه مجلس الشيوخ الأمريكي لتفادي التقشف والاصطدام ب "جدار الميزانية". ويتوقع الخبراء أن يبقى السعر المتوسط للنفط سنة 2013 في نفس مستوى سنة 2012. أما أسعار المواد الغذائية، فقد اختتمت السنة بانهيار أسعار السكر بنسبة 15 بالمائة والأرابيكا بنسبة 35 بالمائة، فيما ارتفع سعر الكاكاوبنسبة 5 بالمائة في أسواق تزخر بوفرة في العرض. وباستثناء ارتفاع طفيف خلال الصيف، سجلت أسعار السكر انخفاضا مستمرا منذ مارس الفارط، حتى بلغ نسبة 15 بالمائة في بورصات لندن ونيويورك. وتبقى السوق مدعمة بحصاد جيد خلال 2012 2013 في البرازيل أول منتج عالمي قد يصل مستوى قياسيا في الإنتاج. أما أسعار القهوة، فقد كان مصيرها مختلفا سنة 2012 ففي الوقت الذي كانت فيه هوامش أسعار قهوة روبوستا متذبذبة، حيث سجلت نسبة 6 بالمائة في ظرف 12 شهرا فقدت قهوة أرابيكا أكثر من 35 بالمائة خلال السنة، حيث بلغت في منتصف شهر ديسمبر 135 سنت للكيلوغرام وهو أدنى مستوى لها منذ جوان 2010. وبعد انهيار بنسبة 30 بالمائة سنة 2011 شهدت أسعار الكاكاو تحسنا طفيفا سنة 2012 في سوق معلقة بإنتاج كوت ديفوار أول مصدر في العالم بثلثي العرض العالمي من فول الكاكاو. وبسعر 250 أوروللطن من القمح و142 أورو للذرة، سجلت أسعار هذه الحبوب ارتفاعا فاق 30 بالمائة في ظرف سنة بفعل التخوفات المتعلقة بالوفرة العالمية. وقد كانت سنة 2012 التي تميزت بجفاف لم تشهده الولاياتالمتحدة منذ 60 سنة وموجات الحر حول البحر الأسود ثم جنوب استراليا والرطوبة الزائدة في أوروبا الغربية والأمطار الطوفانية بالأرجنتين والبرازيل سنة كارثية بالنسبة لإنتاج الحبوب تعطي نظرة حول آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض. وفي تقريرها الأخير، توقعت وزارة الفلاحة الأمريكية خلال منتصف شهر ديسمبر إنتاجا عالميا من القمح ب 655 مليون طن لحملة الحصاد 2012 2013، لكن هذه التوقعات لم تأخذ في الحسبان الظروف المناخية السيئة في الأرجنتين ولتوقعات نحو الانخفاض في الإنتاج، في حين لن يتسنى تحديد توقعات حصاد 2013 إلا في فصل الربيع بالنسبة لمصدري الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وأوكرانيا وروسيا. أما أسعار الذهب التي فقدت 7 بالمائة منذ أكتوبر الفارط، فقد باشرت توجها نحوالارتفاع في نهاية السنة ولكنها تبقى مرهونة بارتياب الميزانية الأمريكية. ومع ذلك، يمكن أن تسجل أسعار المعدن الأصفر خلال سنة 2013 مستويات قياسية. من جهة أخرى، اختتمت أسعار المعادن القاعدية في لندن ميتال اكسشانج سنة 2012 بحذر.