أكد الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد حميدوش، أن البورصات العالمية، خاصة نيويورك وباريس وشيكاغو ولندن، تكشف عن توجه تنازلي لأسعار أهم المواد الفلاحية والغذائية، مشيرا إلى أن الانخفاض يتراوح بالنسبة لأهم المواد ما بين 2 و5 إلى 20 بالمائة. وأوضح الخبير الاقتصادي، في تصريح ل''الخبر''، أن معظم أسعار المواد الغذائية والفلاحية تتجه نحو الانخفاض إلى غاية نهاية السنة وبداية السنة المقبلة، مع وجود استثناءات قليلة بالنسبة للقهوة من نوع ''ارابيكا'' وزيت الصوجا. بالمقابل، فإن معظم المواد والمنتجات الفلاحية والغذائية الأخرى ستعرف انكماشا، ما سيساهم في تدعيم البلدان المستوردة لهذه المواد. في نفس الاتجاه، كشف الخبير ''إذا تابعنا مختلف التعاملات في البورصات العالمية، نجد مثلا أن أسعار قهوة روبيستا بلغت، أمس، 1787 دولار للطن في بورصة لندن، ويتوقع، وفقا لتقديرات البورصات والوسطاء، أن تتراجع الأسعار بنسبة تصل إلى 15 بالمائة، بالمقابل فإن سعر القهوة من نوع أرابيكا ببورصة نيويورك سترتفع ب3 إلى 5 دولارات إلى غاية نهاية السنة، ونفس الأمر ينطبق على زيت الصوجا، حيث يتوقع ارتفاعه ب5 سنت على الأقل. من جانب آخر، لاحظ الخبير الاقتصادي أن ''نفس التوجه ينطبق على القمح الذي ينتظر أن يفقد ما بين 15 و17 إلى 30 أورو في بورصة باريس إلى غاية نهاية السنة، وما بين 6 و10 سنت في بورصة شيكاغو. ويستفيد القمح، والحبوب عموما، يضيف الخبير، من تجديد المخزون الدولي وتحسن مستويات الإنتاج في عدد من البلدان المصدرة. واستطرد حميدوش بالقول إن ''مادة السكر عرفت بدورها تراجعا، حيث بلغت في سوق لندن أمس 2,688 دولار للطن، ويتوقع تراجع هذه المادة ما بين 15 إلى 18 دولارا للطن. ليضيف أن مادة الأرز، على عكس التوجه، ستعرف ارتفاعا طفيفا ب2 إلى 5 سنت في سوق شيكاغو، بينما يتراجع الكاكاو في سوق نيويورك والمقدر ب603 دولار، أمس، وب1640 باوند في لندن، حيث يتوقع انخفاضه بنسبة 10 بالمائة. وعلق الخبير، بخصوص المواد المستخدمة كأغذية للمواشي، والتي تقوم الجزائر باستيرادها بكميات معتبرة، أن مادة الكولزا تعرف ضغطا كبيرا في السوق، وبلغ سعرها في بورصة باريس حوالي 419 أورو، ويتوقع أن تصل إلى 440 دولار في نهاية السنة. بالمقابل تتباين مستويات أسعار الذرة في بورصات أوروبا والولاياتالمتحدة، حيث تنخفض في أوروبا وترتفع في الولاياتالمتحدة، علما أن الجزائر سجلت ارتفاعا محسوسا لواردات الذرة هذه السنة. وخلص الخبير إلى التأكيد على أن معظم المواد الغذائية ستعرف تراجعا في الأسواق الغذائية، وهو مؤشر مفيد للبلدان النامية التي عانت من ثقل أعباء الواردات الغذائية، مضيفا أن المتدخلين في السوق والوسطاء هم الذين يؤثرون، بصورة أو بأخرى، على مستويات الأسعار.