"عادل إمام لم يسقط في الابتذال والمسرح أصبح مكلفا" * كيف كان شعورك بعد تكريمك في الجزائر بدورة القدس؟ ** كنت سعيدة بالتكريم وسعيدة أكثر بأن يصادف تكريمي الاحتفال بدورة القدس، وذكرني التكريم بأول دور أديته كمحترفة في مسرحية "وطني عكة"، وكان دور فتاة فلسطينية. * هل فكرتم في عمل جماعي حول فلسطين؟ ** بدأ اتحاد الفنانين العرب، بعد فترة ركود، في إنجاز مسرحية تجمع شخوصها من كل الدول العربية وتقدم في كل العواصم العربية، وسيكون موضوع هذا العمل حول فلسطين، عن المقاومة والعروبة وفيه دعوة لاتحاد الدول العربية. * سمعنا أنكم ستشاركون في المهرجان الثقافي الإفريقي... ** نعم، في الواقع عرض علي مدير المسرح الوطني محمد بن ڤطاف أن نشارك في المهرجان الثقافي الإفريقي بمسرحية "الغولة" التي انتهينا مؤخرا من إنتاجها في المسرح القومي المصري. * ألا ترين أن المسرح المصري يعيش حالة غربة بعد أن زحف الكثير من الممثلين إلى التلفزيون والسينما؟ ** في هذا الوقت، إذا لم يكن الفنان يحب المسرح حبا شديدا يمكن أن يتخلى عنه، لأنه في هذا الزمن الذي تحكمه الحالة الاقتصادية والمادة، أصبح العائد المادي للمسرح أقل بكثير من التلفزيون والسينما، لذلك عدد كبير من الفنانين تركوا المسرح وذهبوا إلى السينما والتلفزيون. * لا يزال المسرح التجاري يتصدر المشهد المسرحي الذي أصبح يفتقر إلى عناصر المسرح الحقيقي... ** المسرح الجاد موجود، لكن الإقبال عليه ضعيف، ومثلا المسرح القومي كان يقدم رواية في الصباح والمساء، ولكن اليوم أصبح في الشهر يقدم عرضا أو عرضين فقط. وعلى كل حال، الكوميدي كذلك يعاني حاليا بسبب الحالة الاقتصادية، فالمسارح الكوميدية الآن تشتغل يوما في الأسبوع فقط. * من الذي انصرف عن الآخر، المسرح أم المواطن؟ ** الجمهور هو الذي انصرف عن المسرح بسبب الحالة الاقتصادية. * ما يقدم حاليا من مسرح تجاري في مصر، انزلق إلى درجة الابتذال... ** لا يجب أن نظلم كل ما يقدم في المسرح التجاري، فمحمد صبحي مثلا، لم ينزلق إلى الإسفاف، لكنه أصبح مقلا في أعماله، لأنه لم يستطع أن يصرف على المسرح، لأنه مكلف. * الكثير يرى أن تجربة "عادل إمام" المسرحية تركز على الإسفاف وتفتقد في المقابل إلى عناصر المسرح الحقيقي... ** لا أنكر أن عادل إمام يتلفظ أو يقوم بمشاهد تخدش حياء الجمهور، وهي لم تصل إلى درجة الابتذال القصوى، هناك مسرحيات لا يستطيع المرء مشاهدتها من فرط ما استعملت الكلمات والسلوكيات البذيئة، التي لم تخدم العرض في حد ذاته، وعادل إمام لا يزال محافظا على نفسه واستطاع أن يقدم أعمالا تستمر إلى سنين طويلة وتلقى نجاحا كبيرا. ومن ناحية العناصر المسرحية، فأنا أعتقد أن الأعمال الكوميدية التي يشارك فيها عادل أمام، تستوفي شروط المسرح، من إخراج جيد وموضوع جيد. * أين يكمن الحل للنهوض بالمسرح الجاد في مصر؟ ** الحل في أن تتبناه الدولة المسرح، كتبنيها للتعليم، ومن ثمة يمكن للمسرح الجاد أن يجد مكانه فعلا. * لو طلب منها أن تؤدي دورا كوميديا، ماذا ستشترط سميرة عبد العزيز لتؤدي الدور؟ ** أنا أوافق على الكوميديا إذا كانت نصا، أما إذا كانت مقتصرة على حركات وكلمات خارجة عن الإطار، لا أوافق عليها إطلاقا، فلا ثقافتي ولا تربيتي تسمح لي بأن أقبل هذه الأعمال، لذلك لا أشترك أبدا في هذه الأعمال، ولكن في المسرح القومي لعبت "أزواج وزوجات لمولير، وهو نص كوميدي، وكذلك مسرحية "عريس في علبة" نص كوميدي، لكن الكوميديا التي تعتمد على الارتجال في المسرح أنا لا أقبلها الإطلاق. * لو نتحدث عن موجة الأفلام التي تعري الواقع الاجتماعي في مصر، ما رأيك في الصورة التي نقلها فيلم "حين ميسرة" في هذا الإطار؟ ** هناك اتجاه جديد في السينما المصرية، يكشف العيوب الموجودة سواء في الحكومة، أو في العشوائيات، وهذا ليس عيبا، لكن بدون مبالغة. ومثلما أبين العشوائيات السيئة، هناك عشوائيات جيدة. هناك أناس فقراء، لكن يحافظون على أخلاقهم. لكن السينما كي تكون جاذبة للجماهير، تعمل دعاية كبيرة وتحقق المكسب، تقدم العشوائيات السيئة وأنا لست موافقة مئة بالمئة على الفيلم، لأنه قدم فقط الجانب السلبي. هناك من يسكن في العشوائيات، لكنهم يكافحون كي يدخلوا أبناءهم الجامعة، ما قدمه خالد يوسف في "حين ميسرة" ليس مصر. * قضية الأقباط، تثار هي الأخرى في فيلم "حسن ومرقص"، هل كان الطرح موضوعيا؟ ** فيلم جيد، لأنه تعرض إلى قضية الأقباط في مصر التي تأزمت بالمد الإسلامي، فكان التعرض إلى الوحدة الوطنية في "حسن ومرقص" أمر مهم، وهو فيلم جيد بكل المقاييس. * هل يصلكم صدى المشهد المسرحي الجزائري؟ ** نحن نتعرف عن المسرح الجزائري في المسرح التجريبي والمسرح العربي، وكذلك نتعرف على السينما الجزائرية من خلال مهرجان القاهرة، الإسكندرية، ومهرجان روتردام الدولي، الذي كنت عضوا في لجنة التحكيم وشاهدت السينما الجزائرية، هي متقدمة في تقنياتها والدليل أن فيلم "مسخرة" أخذ الجائزة في مهرجان القاهرة. * جديد سميرة عبد العزيز... ** في المسرح، وكما ذكرت، شاركت في مسرحية "الغولة"، وهي تعرض حاليا في مصر وفي السينما، أؤدي دورا في فيلم "بنتين من مصر" للمخرج أحمد أمين، يعالج مشكل البنات وظاهرة العنوسة، ودوري هو موظفة في الجامعة تحاول أن تفهم البنات وتعالج الموضوع.