أمريكا وإسرائيل وراء الاضطرابات الأخيرة في إيران وقد أكد أحد مقربي موسوي، أن هذا الأخير لن يدعو مؤيديه لتنظيم احتجاجات جديدة، هذه الأخيرة التي كانت ستستمر لعدة أيام أخر، إذ حمّل خامنئي قادة المحتجين مسؤولية القتلى الذين سقطوا في المظاهرات في خطابه الذي وجهه أثناء خطبة الجمعة. خامنائي من خلال خطابه الذي وجهه من تحت قبة مسجد طهران، أثناء خطبة الجمعة، أبدى تأييده المطلق لنتائج الانتخابات الرئاسية، مشددا على نزاهتها، مستبعدا حدوث أي تزوير فيها، حيث حمّل المرشحين الإصلاحيين مسؤولية نتائج المظاهرات والاضطرابات التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. التهدئة في إيران مصلحة إستراتيجية تخدم جميع الأطراف في المنطقة، باستثناء إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية، وعليه فالاضطرابات الأخيرة التي اجتاحت إيران حسب ما يراه المراقبون بسبب الفوز الساحق الذي أحرزه نجاد في الانتخابات الرئاسية، كان وراءها جهات خارجية من مصلحتها إشاعة الفوضى في البلاد لزعزعة استقرارها، وبالتالي القضاء على طموحها النووي. فإيران مستهدفة من أمريكا وإسرائيل، ودول غربية أخرى، بسبب طموحاتها النووية، ودعمها لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، وتصريحات رئيسها أحمدي نجاد حول اغتصاب إسرائيل لأرض فلسطين وتشريد شعبها وتهديداته بمحوها من الخارطة الجغرافية. ويرى المحللون السياسيون أن مشكلة إيران مع أمريكا وإسرائيل، هي دعمها لحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وتصديها لمشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة، لاسيما بعدما أضحت قوة عسكرية في المنطقة يحسب لها ألف حساب. ولعل تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول دعمه للمتظاهرين الإيرانيين الذين يحتجون على نتائج الانتخابات الرئاسية، وانتقاده لحكومة طهران بسبب ما سماه ب "الرد العنيف"، دليل على تورط أمريكا في اضطرابات طهران الأخيرة. كما أعرب عن "القلق العميق" بعد الخطاب الذي ألقاه المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، أمس الجمعة، وطالب فيه بوضع حد للاحتجاجات على الانتخابات، في حين عندما كانت إيران مؤيدة للمشروع الصهيوني في عهد الشاه، كانت تعتبر الحليف الأقوى لواشنطن وتل أبيب آنذاك، فضلا عن كونها صديقا حميما لحلفاء أمريكا من دول الاعتدال العربية، هذه الأخيرة التي تحالفت اليوم مع إسرائيل للتصدي لإيران باعتبارها تشكّل خطرا عليها أكثر من الدولة العبرية. زعزعة استقرار إيران، واتساع الاضطرابات فيها، سيضاعفان من احتمالات تحوّلها إلى دولة فاشلة، على نموذج باكستان وأفغانستان والعراق ودول أخرى تشهد اضطرابات، وذلك بسبب العرقية والطائفية المعقدة في إيران، لذلك يرى المحللون أن أمريكا وإسرائيل كانتا ضالعتين في الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الإسلامية، فضلا عن التأييد الإعلامي لدول محور الاعتدال العربية للمظاهرات الاحتجاجية، وانحيازها لمنافسي الرئيس نجاد في الانتخابات.