تفشت ظاهرة الزحف العمراني خلال السنوات القليلة الأخيرة بنسبة متفاوتة، وهذا ما دفع الغطاء الغابي في التراجع بنسبة ملفتة، وهذا راجع إلى تغافل الجهات المعنية وتماطل مصالحها في اتخاذ إجراءات وقائية وأخرى ردعية للحد من هذه الظاهرة، أين أصبحت غابات الولاية مهددة بالزوال. وحسب بعض الأرقام المحصل عليها، فإن غابة زمورة كانت تغطي نسبة 80 بالمائة واليوم تراجعت إلى 50 بالمائة، نفس الشيء بالنسبة لغابة المطمر المعروفة بكثافة غطائها النباتي أين كانت تغطي نسبة 96 بالمائة، واليوم تراجعت إلى 30 بالمائة، وهو الشأن بالنسبة إلى غابة بني هاشم بتليوانت التي كانت تغطي نسبة 80 بالمائة وتراجعت النسبة لتصل اليوم إلى مستوى 60 بالمائة، حيث يعد عامل الحرائق وانزلاق التربة من بين العوامل المؤدية لتراجع الغطاء الغابة بالولاية، فضلا عن العوامل البشرية كالاحتطاب العشوائي، الرعي دون ترخيص وكذا الزحف العمراني الذي دفع وأمام غياب الضمير ببعض الأشخاص يقطعون الأشجار لتحويلها إلى أوتاد تستعمل في مؤسسات البناء والعمران، هذا ما حدث لغابة "الزنين" بقلب عاصمة الولاية التي تحوّلت إلى أحياء ومؤسسات عمومية، ونفس الشيء بلدية المطمر أين تحوّلت الغابات المحيطة بها إلى بنايات ومرافق عمومية لانعدام العقار على مستوى المنطقة. وحسب مصادر مطلعة، فإن مصالح الغابات تعمل على استخلاف هذه المساحات الضائعة بأخرى، وهذا بتشجيع التشجير وخلق مناطق غابية جديدة، كما تعمل على تعزيز الرقابة بوضع نقاط بارزة في المرتفعات لحراسة ومحاربة الحرائق والرعي العشوائي والاحتطاب غير المرخص به للحفاظ على التوازن البيئي بالولاية.