أثارت زيارة الرئيس المصري حسني مبارك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولقائه بالرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض عدة تساءلات من بينها القضية المثيرة للجدل وهي الملف النووي الإيراني الذي أضحى هاجسا يقلق محور الاعتدال من العرب بعد تفوق إيران في مجال التكنولوجيا النووية لا سيما في ظل الدبلوماسية" اللينة" التي تستخدمها واشنطن حيال طهران، بعدما كانت هذه الأخيرة مصنفة ضمن " دول محور الشر " في عهد الرئيس السابق بوش الإبن . يرى المراقبون أن زيارة الرئيس المصري حسنى مبارك لواشنطن، لن تكون كسابقاتها باعتبارها الأولى من نوعها منذ 5 سنوات ، كما أنها تأتي في أعقاب فترة من التوتر في علاقات البلدين خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. حيث يعمل الطرفان المصري والأمريكي في واشنطن على تحسين العلاقات بينهما، لا سيما وأن مصر تعتبر أكبر حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط . الأمر الذي أدى بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيه خطابه التاريخي للعالم الإسلامي في جوان الماضي، وهو الخطاب الذي يرى فيه المحللون بأنه بمثابة تهدئة وطمأنة الجانب المصري، فيما يخص الدبلوماسية التي تنتهجها أمريكا حيال إيران . القمة التى ستجمع بين الرئيسين مبارك وأوباما في 18 أوت بالبيت الأبيض والتي تعتبر الثالثة من نوعها على مدى ثلاثة أشهر متتالية، تظهر جليا الحرص المشترك على تكثيف التنسيق و التعاون بشأن القضايا الإقليمية في المنطقة، خاصة الدور المصري بين اسرائيل وفلسطين . إلى جانب ملف إيران النووى والأمن الإقليمى، اللذان سيكونان أيضا على رأس القضايا التى سيبحثها الرئيس حسنى مبارك مع نظيره الأمريكى باراك أوباما فى واشنطن . إذ يوضح المراقبون أن هناك مخططا أمريكيا لإقامة مظلة دفاع أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ففي 22 جويلية الماضي أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها لتايلاند أن الولاياتالمتحدة مستعدة لتعزيز دفاعات شركائها الإقليميين للتصدي لخطر الملف النووي الإيراني، مشيرة إلى أن على إيران أن تفهم أنها لن تكون أكثر آمانا إن نشرت الولايات الولايات المتحدة مظلة دفاعية في المنطقة. كما يرى المحللون السياسيون في هذا الصدد، أن أوباما يحتاج بشدة للرئيس مبارك للتصدي لخطر الملف النووي الإيراني وإنقاذه من مستنقع العراق، من خلال عقد صفقة مع القاهرة تتجاهل نقاط الخلاف الجوهرية بين البلدين وتركز على مواجهة التحديات الجديدة، حيث كشف مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق والخبير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، عن توقيع اتفاق سرى بين واشنطنوالقاهرة مؤخرا يجعل انتقال السلطة فى مصر مستقبلا آمنا ولن تصاحبه أية اضطرابات إلى جانب تزويد مصر بالأسلحة والمساعدات .